كثّفت سلطات الاحتلال الإسرائيلية من أعداد حواجزها العسكرية "الطيارة" و"الرَاجلة"، عند المداخل الخارجية والداخلية لمدينة القدس المحتلة؛ وذلك بموجب إجراءات ظالمة اتخذتها إزاء حالة الغضب الشعبي الفلسطيني بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ووفقاً لشهود عيان من مدينة القدس المحتلة، انتشرت حواجز الاحتلال في مركز المدينة الممتد من حي المِصرارة التجاري، ومنطقة باب العامود وشارع السلطان سليمان وباب الساهرة، وشارعي صلاح الدين، والرشيد، ومنطقة باب الأسباط، عوضًا عن المداخل الشمالية والجنوبية المؤدية للمدينة من الضفة الغربية.
كما وانتشرت حواجز الاحتلال "الطيارة" في بلداتٍ وقرى متعددة في مدينة القدس المحتلة، كــ قرية شعفاط والطور وجبل المكبر وصور باهر وسلوان وعناتا وحزما وحي الشيخ جراح ووادي الجوز وحلوة، ومنطقة رأس العامود المؤدي للمسجد الأقصى.
وقال عضو لجنة وادي حلوة بالقدس، أحمد قراعين، إن الاحتلال كثّف من هذه الحواجز، بعد أقل من 24 ساعة من إطلاق "ترامب" قراره بشأن القدس، لتصبح بعد انتشارها كـ"الطوق الخانق" على رقاب السكان المقدسيين.
وأشار قَراعين لـ"فلسطين"، إلى أن الاحتلال فعليًا حوَّل بحواجزه وانتشار عناصر شرطته مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، يحظر الدخول والخروج منها إلا بعد تفتيش دقيق، عوضًا عن كون التنقل داخل المدينة بات يجري بصعوبة كبيرة للغاية.
ونبّه إلى أن معظم الحواجز الجديدة التي شرع بإقامتها هي "طّيارة"؛ وجنود "راجلة"، تقوم بفحص هويات المارّين، حتى أن بعض المقدسيين بات يفضل أن يبقى حبيسًا في منزله بقرار ذاتي، كون هذه الحواجز تعمد إلى إذلال المقدسيين، ومنعهم من قضاء حوائجهم.
وذكر قراعين أن الذهاب للصلاة في المسجد الأقصى، أو التواجد في الباحات الخارجية يجعل أهل المدينة عرضة للاعتداء، أو الاعتقال، وفي أحسن الأحوال دفع غرامة وإخراج المواطن عنوةً من المكان.
وأشعل قرار الرئيس الأمريكي ترامب الذي اتخذه في السادس من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بنقل سفارة بلاده للقدس المحتلة، مع الاعتراف بكونها عاصمة للاحتلال، مما أثار موجة غضب عارمة في صفوف الشارع الفلسطيني.
بدوره أوضح المختص في الشؤون المقدسية فريد صالح، أن حواجز الاحتلال ضاعفت من حالة التوتر التي تعيشها المدينة، وباتت منغصاً كبيراً على السكان المقدسيين، في وقت لم يترك ركن في المدينة إلا وتواجد جنود الاحتلال فيه.
وقال صالح لـ"فلسطين"، إن المواطن المقدسي في ظل الحواجز المُقامة بات يتعرض للتفتيش والتدقيق في هويته الشخصية أكثر من ست مرات، في وقت تتحكم المزاجية و"الأوامر العسكرية" في السماح له أو منعه من المرور.
وأضاف أن الاحتلال يبرر نصب هذه الحواجز بحفاظه على الأمن، غير أن الغاية الحقيقية لا تخرج عن كونها محاولة لإذلال وقمع وإهانة السكان المقدسيين، وتكدير صفو حياتهم بصورة تمنعهم من القيام بواجبهم تجاه قضيتهم.
وتجدر الإشارة أن الحواجز الطيارة والراجلة التي أقيمت في مدينة القدس بعد قرار ترامب، تضاف إلى 13 حاجزًا ثابتا يلتف حول المدينة من جميع اتجاهاتها، ويعزلها عن محيطها الفلسطيني، فيما يمنع سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول للمدينة والصلاة في المسجد الأقصى إلا في حالات استثنائية للغاية.