قائمة الموقع

​والدة الشهيد سكر: "مش خسارة في القدس"

2017-12-17T06:30:59+02:00
جانب من تشييع الشهيد سكر (تصوير / ياسر فتحي )

"والله فخورة فيك يما.. مش خسارة في القدس"، بهذه الكلمات القليلة نعت الأم المكلومة "أم نجيب سكر" ابنها ياسر (23 عاماً) بعدما تلقت نبأ استشهاده، أول من أمس، عقب اختراق رصاصات جنود الاحتلال الإسرائيلي رأسه خلال مواجهات على الشريط الحدودي، شرق قطاع غزة.

وقبيل استشهاد كان سكر يتجول في المنطقة يحاول حث الشبان على التحرك من أجل الدفاع عن القدس والأقصى، قبل أن يؤدي صلاة الجمعة في مسجد "المرابطين" القريب من منزل عائلته في حي الشجاعية، شرقي غزة، ويتوجه نحو المناطق الحدودية القريبة من موقع ناحل عوز العسكري.

ولطالما تجهزت عائلة سكر لتلقي خبر استشهاده بأي وقت، فمنذ أن انتفض الشارع الفلسطيني ضد قرار الرئيس الأمريكي اعتبار مدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال، دأب الشاب العشريني على الخروج في جميع الهبات الشعبية التي تتجه نحو الشريط الحدودي الفاصل مع أراضي عام 1948.

وعن ذلك تحدث عم الشهيد "محمد"، قائلا "قبل استشهاده بقرابة الأسبوع أصيب ياسر بشظية قرب عينه خلال إلقائه الحجارة على جنود الاحتلال، ولكن استمر بقذف الحجارة واكتفى بالعلاج الميداني، وذلك من شدة حرصه على عدم مغادرة ساحة المواجهة وترك الشباب الذين كان يحفزونهم ويخرج معهم بشكل جماعي".

وأضاف العم محمد لصحيفة "فلسطين": "الجنود في موقع ناحل عوز أطلقوا الرصاص بشكل مباشر على ياسر وتحديدا على الرأس بهدف قتله على الفور، بعدما أغضبهم بقص السلك الفاصل واختراق الحدود ثم رفع العلم الفلسطيني على السياج الحدودي، رغم الإطلاق الكثيف للرصاص الحي وقنابل الغاز على الشباب الغاضبين".

وأشار إلى أن شهيد العائلة لم يكن تفوته مسيرة أو هبة شعبية تدعم المسجد الأقصى إلا ويشارك بها بغض النظر عن الفصيل الداعي لها، لتعلقه الشديد بفلسطين منذ سنوات طفولته الأولى، مبينًا أن العائلة ستفقد شابا تميز باحترامه للصغير قبل الكبير وحرصه على صلة الأرحام.

"ياسر كان شابا يضرب به المثل لأخلاقه العالية، تعرفت عليه منذ قرابة السنة ولكن كل من عرفه أحبه، لقد كان عطاؤه زاخرًا من أجل فلسطين والمقاومة، وخلال الأشهر الثلاثة الماضية حرص على أداء صلاة الفجر جماعة في مسجد المرابطين"، هذا ما قاله عنه صديقه بلال حلس، بعد خروجه من صلاة الجنازة في المسجد العمري الكبير، وسط مدينة غزة.

وأمام بيت الشهيد، الذي يطل على الشريط الحدودي حيث المكان الذي استشهد فيه ياسر برفقة القعيد إبراهيم أبو ثريا، احتشد المئات من أهالي حي الشجاعية وأصدقاء ياسر استعدادا لمواراة جثمانه الثرى على وقع التكبيرات والنداءات التي لطالما رددها الشهيد "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد بدأ يعود"، "على القدس ريحين شهداء بالملايين".

ويبدو الحزن جليا على وجوه الجيران الذين تجمهروا حول بيت الشهيد، فهو قد ترك لديهم بصمات "لا تقدر بثمن" لدوره في إسعاف الكثير منهم خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، صيف2014، عندما صبت طائرات الاحتلال حمم صواريخها على منازل المواطنين.

ورغم فاجعة رحيل ياسر، إلا أن أصدقاءه وأهالي الحي يشعرون بالفخر ويعتزون باستشهاده كحال أفراد عائلته وأمه، التي زفت ابنها قائلة لوسائل الإعلام بعدما ألقت نظرة الوداع على فلذة كبده "أنا ضحيت بابني من أجل القدس، وهأضحي فيهم كلهم من أجل القدس .. أحنا المنصورين بإذن المولى".

اخبار ذات صلة