بين صعوبة التغيير في قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لـ"إسرائيل"، وعدم مقدرة الفلسطينيين في مختلف المدن الفلسطينية على تغيير الواقع المفروض عليهم، يأتي دور فلسطينيي الخارج، خاصة من يقيم منهم في الدول الأوروبية، فهم في مكان يساهم المسؤولون في صناعة القرار على مستوى العالم، ويمكنهم الاعتراض على هذه القرارات وتشكيل رأي عام عالمي حولها، وقد استطاعوا أن يلفتوا انتباه الشعوب الغربية، بالفعل، لمعاناة الفلسطينيين.
"فلسطين" سألت رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا ماجد الزير عن دور الجاليات الفلسطينية في نصرة القدس في الظروف الحالية..
مسئوليات أكبر
قال الزير إن الفلسطيني الذي يعيش في أوروبا هو جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وعليه مسئوليات أكبر من غيره، كون الدور الأوروبي موجودا في كل ما يتعلق بالقضية.
وأضاف في حديث لـ"فلسطين": "كلما تصاعدت الأوضاع، تظهر ردود الفعل مباشرة في الشوارع الأوروبية، وبالنسبة لقرار ترامب فقد نزلنا الشوارع وتوجهنا للسفارة الأمريكية فور صدور القرار، في ساعة متأخرة من الليل وبالرغم البرد القارس".
وتابع: "لم نكتفِ بذلك، بل أصدرنا بيانات عديدة رفضاً للقرار، وخاطبنا السفارة الأمريكية في برلين للتعبير عن موقفنا، كما انطلقت الاعتصامات في المدن الأوروبية، أقمنا خلالها وقفات شموع ومظاهرات راجلة، وتحدثنا عبر منصات التواصل الاجتماعي بلغات مختلفة، تحت وسم القدس عاصمة فلسطين".
وأوضح الزير: "المشهد الذي ارتسم لرفض الحرب على غزة قبل سنوات، تكرر قبل أيام قليلة، وكانت ردود الفعل كبيرة وقوية، وهذا انعكس ايجاباً في العالم الغربي حيث تصدرت أخبار المظاهرات وسائل الإعلام الغربية، والكثير من الشخصيات الفلسطينية قد تصدرت هذا الإعلام لتقدم الرؤية الفلسطينية "، مبينا: "حجم التغطية الإعلامية الغربية يعطي إشارات سياسية".
وأشار إلى أن الجاليات الفلسطينية بكل الألوان السياسية توحدت في هذه المسيرات، رغم الاختلافات، تحت عنوان القدس والمسجد الأقصى".
ولفت إلى أن "المواطنين الأوروبيين ينسجمون غالبًا ويتأثرون بالإعلام وما يصدره، فالإنسان الغربي قارئ ومتابع للأحداث، سواء من خلال الإعلام المسموع أو المكتوب أو المرئي".
ونوّه إلى أن "الفعاليات ستتواصل خلال الأيام القادمة، فبمجرد انتهاء فعالية يتم الإعلان عن أخرى، وهذا مهم لأن الحدث ما زال ساخناً، فالقدس لا يغير من واقعها قرار هنا أو هناك".
وقال الزير: "ظن البعض أن الشعب الفلسطيني في تشرده سيطويه الزمن ويذوب في الجغرافيا البعيدة، ولكن كانت هذه منحة، وفتح لفرص حقيقية وقانونية، مكّنت الفلسطينيين من العمل لصالح قضيتهم، فالمغتربون ولم ينسوا فلسطينيتهم وجذورهم".
وكان مؤتمر فلسطينيي أوروبا قد أصدر بيانًا صحفيًا أعرب فيه عن تقديره البالغ للمظاهرات والفعاليات الحاشدة التي جابت المدن والعواصم الأوروبية على مدار الأيام الماضية، رفضا للقرار الأمريكي الأخير الاعتراف بمدينة القدس عاصمة موحدة للاحتلال.
وبحسب البيان، فإن الفلسطينيين في عموم القارة الأوروبية خرجوا إلى الشوارع والميادين في 16 عاصمة وأكثر من 50 مدينة أوروبية، في ظل ظروف مناخية سيئة ووسط تساقط كثيف للثلوج، وواكبتهم تغطية إعلامية غير مسبوقة من قبل وسائل الإعلام الأوروبية والعالمية.
وجدد مؤتمر فلسطينيي أوروبا دعوته للجماهير الفلسطينية والعربية والمسلمة في القارة الأوروبية، للاستمرار في حراكهم والتعبير عن رفضهم للقرار الأمريكي، مع ضرورة أخذ التراخيص القانونية للفعاليات والأنشطة الاحتجاجية، والإبقاء على الصورة الحضارية المشرقة للشعب الفلسطيني.