أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، ماهر عبيد، أن حركته انطلقت قبل ثلاثين عاما من وسط انتفاضة شعبية عارمة، (1987)، حملت الحجارة ووقفت في وجه قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، مشيرا إلى تطور سلاح كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، منذ تلك الانتفاضة (انتفاضة الحجارة حتى انتفاضة القدس الجارية).
وقال عبيد، لصحيفة "فلسطين"، إن مهرجان الانطلاقة الثلاثين اليوم في ساحة الكتيبة بغزة، سيبعث رسائل واضحة لجميع الأطراف الذين راهنوا على إضعاف حركة حماس عبر حصارها وإحاكة المؤامرات ضدها.
وأضاف عبيد: "شعبنا لم يلقِ السلاح في أي مرحلة من مراحل نضاله، ولم يتخلَّ عن نهج المقاومة في أي يوم من أيامه (..) وحماس تؤكد اليوم تمسكها بالمقاومة والوحدة في وجه الاحتلال ومخططاته".
وأشار إلى أنه حينما انطلقت حماس في ثورة شعبية جماهيرية عارمة حملت الحجارة ووقفت في وجوه المستوطنين، وتطور عملها إلى السكين والطعن والعبوات الناسفة حتى وصلنا إلى ما نراه اليوم من قوة كتائب القسام، التي تطورت وأصبحت قادرة على كسر شوكة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقواته.
وحول المراهنة على شعبية حماس، أوضح عبيد أن حماس استطاعت أن تصنع في قلوب أحرار العالم مساحة من الاحترام والتقدير نتيجة مصداقيتها وتمسكها بثوابت الشعب والتزامها بنهج المقاومة، ووجدت مكانها الهام بكل المواقع، في أي ساحة من الساحات الإقليمية والدولية، حتى مع الذين يخالفونها بالفكر يحترمونها.
واعتبر أن مسيرة التسوية وصلت لطريق مسدود، وهذا ما قاله رئيس السلطة محمود عباس أمام القمة الإسلامية الطارئة بإسطنبول، بأنها "سلطة بلا سلطة" رغم إعلانه تمسكه بعملية التسوية"، وأكد عبيد أن الاحتلال لا يمكن أن يعطي حقوق الشعب الفلسطيني إلا اذا شعر بخسائر، وهناك قطاعات واسعة بحركة فتح وصلت لهذه القناعة، إلا أن الكثير من المتنفذين ما زالوا يتعلقون بأوهام التسوية.
خيارات ومطالب
والمطلوب من السلطة، تبعا لكلام عبيد، أن تعود للشعب وتصارحه بحقيقة ما جرى وأن تعترف بفشل برنامجها ومشروع التسوية، وأنها حاولت أن تحل القضية عبر المفاوضات لكنها فشلت رغم كل ما قدمته من تنازلات، مطالبا السلطة بان تلجأ لشعبها وتذهب للخيار الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
وفيما يتعلق بالخيارات الفلسطينية أمام التحديات التي تواجه القضية، شدد على ضرورة الاتفاق على استراتيجية موحدة وفق ما يسمى الحد الأدنى من المطالب للخروج من مرحلة التنسيق الأمني والارتهان لأوسلو، وقال " يفترض من عباس الدعوة لعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير للوصول لحلول في هذا الإطار".
وتابع: "لا يوجد شعب يظل تحت ارتهان أوسلو مدى الحياة، وسيصل الناس لقناعة أن "أوسلو" عطلت المشروع الوطني، وهذا ما أشار إليه عباس في خطابه أمس في القمة الإسلامية"، مشددا يجب أن يكون تحرك الشعب على السلطة حول إلى أين المسير وعدم التعلق بالأوهام.
قرار ترامب سيسقط
وفيما يتعلق بقرار الرئيس الأمريكي الأخير بحق مدينة القدس المحتلة، أشار عبيد إلى أن القرار صدر عن الكونغرس الأمريكي عام 1995م، ولم يجرؤ أي رئيس أمريكي على تنفيذه؛ "لأنهم يعلمون أنه يفتح باب جهنم على الإسرائيليين والأمريكان في المنطقة".
ورأى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر قراره الأخير للخروج من مأزق "سياسي رئاسي يعيشه .. لذلك قدم نوعا من الإغراء على حساب القضية الفلسطينية ساعيا للنجاة".
ونوه إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم يستطع أن يسوق لأي دولة أوروبية القرار الأمريكي أو دفعها لنقل سفارات بلادها من "تل أبيب" للقدس المحتلة، مثمنا في الوقت ذاته، الحراك الرسمي والجماهيري للأمتين العربية والإسلامية والمتضامنين مع القضية الفلسطينية في جميع دول العالم.
وأكد عبيد أن قرار ترامب سيسقط وسيصدر قرار أمريكي بتعليقه وإلغائه؛ لأنهم (الأمريكان) يواجهون العالم عقب قرار رئيسهم غير المسؤول وغير القانوني.