فلسطين أون لاين

​البعض يعتبرها لفًا ودورانًا

اطلب دون أوامر "عسكرية" وبمقدمة لطيفة

...
غزة - مريم الشوبكي

" من فضلك .. لو تكرمت.. لو سمحت".. عباراتٌ من الأفضل استخدامها قبل أن تطلب من أي شخص طلباً فهي تعبر عن ذوق الشخص وتجعل المنفذ للطلب في حالة رضا، أما "افعل كذا، اجلب كذا" هي محض أوامر عسكرية غير محببة للنفس ومنفرة؛ لذا يكون من الجيد لو أننا استعضنا عنها بمقدمة لطيفة.

ثقافة راقية

علا ياسين فتاة جامعية عمرها 22 ربيعاً، اعتبرت أن فن الكلام أو مهارة التواصل الفعال طريقة لائقة للحصول على طلبٍ ما، مضيفة: "من المفروض أن تكون محبوباً عند الآخرين لتلبية ما تريده عبر استخدام كلمةٍ محفزة مثل: "من فضلك.. لو سمحت.. هل ممكن"، لأن هذه العبارات توطد العلاقة كثيراً".

وتقول أم زكريا الشاعر: "رحم الله والدي وجدتي لم يدرسوا أساليب التربية الحديثة ولكنهم بالفطرة كانت لديهم ثقافه اجتماعية راقية بكيفية التعامل مع الأبناء والأحفاد، لقد كانوا قبل أن يطلبوا من أحد منا أي شيء يسبق الطلب دعوة لنا، كأن يقولوا الله يرضى عليك أريد كأس ماء".

وتابعت الشاعر لـ"فلسطين": "هذه الدعوة كانت حافزاً لنا لتلبية طلباتهم بكل صدرٍ رحب وعندما نلبي لهم طلبهم تنهال علينا دعوات أروع كأن يقولوا "الله يبعتلك عاين ومعين وحافظ وأمين".
لفَّ ودوران
أما ليلى حماد عبرت عن رفضها بصيغة الأوامر العسكرية حينما يطلب منها أحد أي شيء، مضيفة: "من الجميل أن نتعود أن نقول "لو سمحت، وممكن، ومن فضلك"، لأنها تجعل الطرف الآخر يتجاوب معك بشكل أفضل".

أما مجد عامر رأت أن أسوأ شيء في هذه الحياة وجودك مع شخص لا يعرف معنى الأخلاق في الحوار مع الزوجة والأولاد، وهو يظن نفسه أنه الوحيد الذي يفهم في كل شيء- مع الأسف الشديد-.

وأكدت عامر أن الشخص اللبق في كلامه يزيد احترام من حوله له، فحسن المعاملة هي الطريق للنجاح، وحسن الكلام والمعاملة من صفات المؤمنين وحث عليه رسول الله، وكذلك القرآن الكريم.

أما فداء حرز الله فقالت ساخرة: "البعض إذا ما استخدمت معه مقدمة الطلب يقول غاضباً: "شو الرسالة اللي بدك توصلها"؛ فهم لا يدركون أن هذا تكنيك للأسف.

وتابعت قائلة: "حينما نريد استخدام هذا الاتيكيت الأخلاقي مع بعض الناس، يفسرونه على أنه "لف ودوران"، ويقاطعونك حينما تبدأ في الحديث ولا يسمحون لك بقول أي مقدمة ويجعلونك في ذهول تجاه إصرارهم على قلة الذوق".

الطبيعة البشرية

وفي ذات السياق بين الأخصائي النفسي د. اياد الشوربجي أن الطبيعة البشرية تتقبل التعامل بأسلوب اللين، وترفض نظام الأوامر والنواهي والنظام العسكري لأنه منفر وربما لن يستجيبوا ويشعروا بالضيق أو التوتر، والبعض يتفننوا ويختاروا أفضل العبارات لأوامر من الصعوبة تحقيقها وتدفع الآخرين إلى تقبل إنجازها.

وذكر الشوربجي لـ"فلسطين" أن ثمة عبارات يمكن استخدامها؛ مثل: "من فضلك، لو تكرمت"، فمثلاً حينما تطلب زوجة من زوجها طلبا "أشعر بالتعب.. لو تكرمك هل تساعدني في أعمال المنزل"، من الجميل التوضيح لشخص مبررات المطلب قبل الطلب، فالإنسان يلجأ إلى الذوق عبر حسن وانتقاء العبارات.

ولفت إلى أن بعض الأشخاص لو تعاملت معه بأسلوب الأمر ستكون ردة فعله قوية، فمثلا لو انزعجت من صوت المذياع الذي يصدح بالأغاني في سيارة الأجرة، لا تقل للسائق أغلقها لأنها ستدخلك النار، بل "أتوسم بك الخير والاحترام لو تكرمت أدر المذياع لعلنا نسمع شيئا فيه موعظة".

ونوه الشوربجي إلى أن هناك بعض الأشخاص نضطر أحياناً لاستخدام أسلوب الأوامر والنواهي معهم فلا يستجيبوا لأسلوب اللين.

الأثر النفسي

وأوضح أن الأثر الناس النفسي لاستخدام أسلوب اللين والمقدمة قبل الطلب سيشعر بالراحة والرضا لأنه حقق المراد والمطلوب منه؛ إذ سيشعر بالرضا لأنه تم التعامل معه باحترام.

وأشار أن أسلوب الأمر غالباً ما يوحي بأسلوب السلطة "وأنك مُلزم بعمل ما أطلبه منك".

ولفت إلى أن البعض يعتبر الأسلوب اللبق شيئا غير مألوف ويقابل باستهزاء فكيف يمكن التعامل معه، أجاب الأخصائي النفسي: "نمط التربية والثقافة ستنعكس بشكل أو بآخر على أسلوب تعامله مع الآخرين، إذا عاش طفل في أسرة يتعاملون بهذا السلوك؛ فإنه سيطبقه مع زملائه في المدرسة ومستقبلاً مع زملائه في العمل، ومن الممكن أن يكتسب الأشخاص هذا السلوك بالتدريب والاحتكاك بالآخرين".

وتابع الشوربجي: "الأشخاص الذين يتعاملون بالأساليب العسكرية قد يكونون تربوا على هذا الأسلوب، أو أنهم لاقوا سخريةً من الآخرين وبالتالي أصبحت لديهم قناعة أن يستخدموا أسلوب القمع معهم، وهذا خطأ؛ فعلى الإنسان أن يتعامل بأصله ويتمسك بالصحيح ولو أن المجتمع يرفض هذا الأسلوب".