المكان تركيا، حيث يصدر الرئيس رجب طيب أردوغان تأكيدات متتالية على خطورة قرار نظيره الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي، بينما يجري التحضير لقمة تعقدها منظمة التعاون الإسلامي اليوم.
وسألت صحيفة "فلسطين"، الكاتب التركي مصطفى اوزجان، عن النتائج المتوقعة لهذه القمة، وردا على ذلك يقول إنها ستعبر عن التضامن مع المقدسات الإسلامية، وأنها غير قابلة للتنازل، وتأكيد قرارات الأمم المتحدة بشأن القدس المحتلة.
وأوضح اوزجان، أنه ربما تتم المطالبة "بتقليل" العلاقات بين (إسرائيل) وبعض الدول التي لها علاقات بالأخيرة، متوقعا أن تكون هناك "لهجة حادة تجاه هذا القرار الغاشم".
وأردف: "لكن إجرائيا لابد أن يكون هناك موقف متقدم، لكن حالة العرب والمسلمين لا تسمح باتخاذ قرار ربما أكثر صرامة".
وكان أردوغان، حذر في الخامس من الشهر الجاري، أن خطوة الإدارة الأمريكية بشأن القدس، قد تؤدي إلى قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع (إسرائيل).
وقال الكاتب التركي فيما يتعلق بالمطلوب من القمة الإسلامية المزمع عقدها، أن "المواقف الكلامية لا تكفي بل لابد أن تكون هناك مواقف فعلية لتقليص العلاقات مع (إسرائيل)"، مبينا أن بعض الدول العربية ليست لديها علاقة أصلا مع الأخيرة، لكن هناك علاقات غير رسمية "تحت الطاولة".
ولفت إلى أنه "لابد من معاقبة (إسرائيل) بشكل من الأشكال"، مبينًا أن العالم العربي والإسلامي "كبير، ولديه ثقل، لكنه لا ينفذ هذا الثقل في المحافل الدولية".
واعتبر أن مواقف الدول الإسلامية "أصبحت ضعيفة في الآونة الأخيرة"، قائلا إن قيادات العالم العربي والإسلامية عليها الاختيار بين مواجهة قرار ترامب أو مواجهة شعوبها التي ستنتفض "تجاه هذه المهزلة".
وتابع: "المواجهة مع الولايات المتحدة و(إسرائيل) أخف الضررين"، مفسرا بأنه لو سقطت أنظمة عربية أو إسلامية في المواجهة مع واشنطن ودولة الاحتلال فهذا سيكون "شرف" لهذه الأنظمة، أما لو سقطت جراء انتفاضة شعبية فهذه "ستكون فضيحة".
"منعطف خطير"
من جهته، أكد المفكر الأردني إسحاق الفرحان أن أي اجتماع يدين ترامب "مفيد حتما حتى لو كان تصريحا إعلاميا أو سياسيا".
وقال الفرحان لصحيفة "فلسطين"، إن الخطيئة التي وقع بها ترامب ليست كسابقاتها من السلوكيات، وإنما هذا السلوك يجب أن يكون مثيرا لكل الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها المملكة الأردنية الهاشمية، لإدانة ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي، وربما أيضًا إلى قطع العلاقات مع (إسرائيل)، وتجميدها مع الولايات المتحدة.
وأضاف: "يجب أن تتفاعل الأمة العربية والإسلامية في هذا الموضوع"، معبرا عن أمله في أن تقف دول العالم العربي والإسلامي أمام "هذا المنعطف الخطير" الذي أقدمت عليه واشنطن فيما يمثل "وعدا جديدا" بعد وعد بلفور المشؤوم.
وتابع: "يجب أن تغير الدول العربية والإسلامية سياستها تجاه أمريكا من الإدانة إلى قطاع العلاقات".
وعبر عن أسفه، لكون كثير من الدول العربية والإسلامية "فيها مشكلات داخلية تلهيها عن القضية الفلسطينية بحيث أصبحت ليست من الأولويات، ولكن على الشعوب أن تقاوم حكوماتها فيما يتعلق بالسياسة تجاه (إسرائيل) وأمريكا".
وأعرب عن أمله، في أن تتخذ الدول العربية والإسلامية مواقف سياسية "صلبة" تجاه ترامب، بما يشكل "القاضية" على ولايته الرئاسية في الولايات المتحدة.
وكان الكونجرس الأمريكي مرر قانون سفارة القدس عام 1995م، الذي يقضي بنقل السفارة من (تل أبيب) إلى القدس المحتلة، لكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ رئاسة بيل كلينتون مرورًا بجورج دبليو بوش كما باراك أوباما لجأت إلى استخدام استثناء تنفيذي، لتأجيل نقل السفارة، بينما أقدم ترامب الأربعاء الماضي، على الاعتراف بالقدس المحتلة "عاصمة" للكيان الإسرائيلي.