فلسطين أون لاين

​نظمته بلدية غزة

"حروف" معرض يصون "العربية" في يومها

...
لوحة مهداة من الفنان عبد الرحمن عسلية لصحيفة فلسطين
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

"الجمال والتاريخ" اجتمعا معا في لوحة عرضها الفنان هاشم كلوب للآيتين الكريمتين "الرَّحْمَنُ*عَلَّمَ الْقُرْآنَ" بعدما رسمهما بالخط "الثُلُث" الممزوج بـ"الديواني" وكلاهما خط عربي أصيل يعود تاريخ نشأته إلى مئات العقود.

وإلى جوار لوحة كلوب، التي خطت بألوان زاهية تسر الناظرين، عرضت عدة لوحات لفنون الخط العربي داخل معرض "حروف" الذي نظمته بلدية غزة في قرية الفنون والحرف غربي المدينة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر/كانون الأول من كل عام.

المعرض الفني، الذي يستمر عدة أيام، يسعى لاستعادة تجليات الخط العربي كقيمة جمالية خالدة غيبتها التطورات التكنولوجية الحديثة، وكذلك يسلط الضوء على دور الفنانين والهواة في نشر اللغة العربية بين الأجيال المتعاقبة والحفاظ عليها في ماضيها المجيد وتراثها العريق.

وتضمن المعرض زخارف لآيات قرآنية وأحاديث نبوية وحكما خالدة وأشعارا صممت بزخارف وخطوط عربية شملت جميع مذاهب الخط العربي، "الخط الكوفي، والرقعة، والنسخ، والديواني والإجازة والفارسي، والثلث، والطغراء .."

وفي مدخل المعرض، وضعت لوحة بارزة للآية القرآنية "ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ" وإلى جوارها علق الفنان هاشم كلوب لوحة أخرى قال فيها "أمي علمتني أن الحياة هي شيآن راحة بين يديها، وجنة تحت قدميها، وفي ركن آخر علق الخطاط ناصر المجايدة عدة أعمال له، كان منها لوحة كتب فيها "خير الناس أنفعهم للناس".

فرصة للمواهب

وشهد "حروف" إقبالاً جماهيرياً لافتاً من مختلف الشرائح الاجتماعية والطلابية في أول أيام افتتاحه أمس الأحد، بينما وصفه المشاركون بأنه ملتقى "فني تاريخي" جمع بين اللمسات الفنية والقدرة على الابتكار والتنوع في أسلوب العرض أمام الجمهور.

وفي وسط انشغاله بشرح مضامين أعماله للجمهور، قال كلوب لمراسل "فلسطين" "اللغة العربية بحاجة إلى المزيد من الاهتمام وغرس حبها في نفوس الصغار والكبار في ظل المتغيرات العصرية المتعاقبة وتنوع أساليب استهداف الأمة العربية والإسلامية بأساليب ظاهرة وباطنة".

وبعدما انتهى من شرح تفاصيل لوحة دمج فيها الخط العربي مع الرسم، أضاف: "يعد الخط من أهم الطرق التي يستطيع الإنسان من خلاله التعبير عمَّا يجيش في صدره من أفكار وقضايا"، خاتماً حديثه بنصيحة مختصرة : " العربية هي لغتك الأم فلا تكن لها عاقاً".

ووجد المهندس الشاب محمد أبو دلو في "حروف" فرصة لإظهار مواهبه في الكتابة بعدة خطوط عربية، بعدما كان يتخذ طوال السنوات الماضية من منصات التواصل الاجتماعي مكانا لنشر لوحاته المكتوبة بخطوط جميلة جمعت بين الأصالة والحداثة.

وشارك أستاذ التربية الفنية عبد الله النجار بثلاث لوحات، الأولى مزج فيها بين الخط الفارسي والديواني والنسخ وكتب في الثانية آيات سورة "الكافرون" بالخط البارز الملون بالفضة على ظهر لوح خشبي، في حين كتب آيات سورة الفاتحة بـ"الديوان الجلي".

وبين النجار خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" أن المعرض تميز بقدرته على الجمع بين مجموعة من الفنانين وهواة الخط تباينت أعمارهم وتجاربهم الفنية، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة إبراز جمالية اللغة العربية وقدرتها على مواكبة التطورات العصرية.

توسعة الفكرة

بدوره، أوضح مدير عام الشؤون الثقافية في بلدية غزة، عماد صيام أن المعرض ينظم للعام الثاني على التوالي إحياءً لليوم العالمي للغة العربية ولتثبيت ثقافة الخط العربي بين الأجيال، مبينا أن معرض 2016 حظي بمشاركة 21 فنانا وخطاطا من مختلف أنحاء قطاع غزة.

وقال صيام لصحيفة "فلسطين" نهدف إلى إظهار مكانة اللغة العربية أولاً كونها لغة أهل الجنة والقرآن الكريم، إلى جانب إبراز قدرات المشاركين على تحويل حروف اللغة إلى لوحاتٍ فنية غاية في الجمال والإتقان.

وأشار صيام إلى أن البلدية ستعمل خلال الفترة القادمة على تطوير وتوسعة فكرة المعرض وتنظيم مسابقة على هامش فعالياته، مؤكداً أن فعاليات المعرض تستهدف جميع الشرائح العمرية وتحديداً الأجيال الصاعدة وطلبة المدارس.