كشف رئيس الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع السابق، محمد العرادي، نشوء موجات غضب واسعة في أوساط الشعب البحريني وشرائحه وطوائفه المختلفة، على زيارة الوفد التطبيعي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وقال العرادي في مقابلة هاتفية مع صحيفة "فلسطين"، إن زيارة الوفد لدولة الاحتلال ستُثار اليوم ضمن جلسة البرلمان البحريني الأسبوعية، بطلب من بعض النواب، وذلك استنادًا للتفاعل والرفض والاستنكار الشعبي الواسع للزيارة.
وأشار إلى أن بيانات استنكار وإدانة وتبرؤ ظهرت في المملكة من قبل النواب والشخصيات السياسية والدينية، لزيارة الوفد لدولة الاحتلال، فيما تبرأت فعليا عائلة أحد أفراد الوفد من ابنها الذي ظهر خلال مقطع مصور على إحدى قنوات الدولة العبرية، إلى جانب دعوتها للوقوف في وجه الوفد ومن وراءه.
وقدر أن يكون غالبية شخصيات الوفد التطبيعي الزائر لدولة الاحتلال من غير البحرينيين، وأنهم التصقوا "ظلمًا" بالبحرينيين، فيما لفت إلى أن الجمعية التي ينتسب لها الوفد لا يزيد عمر تأسيسها على 7 أشهر فقط، وتركز في أعمالها على الزيارات الخارجية والسياحية، مع تقديم إغراءات لبعض المواطنين لدمجهم معها.
وأضاف: "الوفد يمثل نفسه ولا يمثل جموع الشعب البحريني بكل طوائفه وأقلياته حيث يرفض التطبيع مع العدو الصهيوني"، مشيرًا إلى أن لدى الشعب البحريني وقواه مواقف متقدمة وقديمة تجرم التطبيع مع الاحتلال.
وأردف العرادي: "كل الجمعيات السياسية الموالية والمعارضة لديها موقف موحد ضد التطبيع مع الاحتلال، كما أن ذلك ينطبق على مجلس النواب"، منبهًا إلى أن البحرين كانت ضمن أوائل الدول الموقعة على قانون مقاطعة الاحتلال وبضائعه.
وذكر أن جمعيات مقاومة التطبيع ما زالت تعمل في البحرين، على ملاحقة البضائع الإسرائيلية التي تخترق البلاد، فيما مارست دورًا رائدًا ضمن حملة التواقيع الاحتجاجية خلال أشهر سابقة من العام الجاري على زيارة وفد إسرائيلي للبحرين للاحتفال بعيد "الحنوكا".
ونبه إلى أن البعض يتفهم إجراء الحكومة البحرينية أو الأسرة الرسمية بضغط أمريكي اتصالات مع دولة الاحتلال، وأنه ورغم من ذلك فإنها مرفوضة، مضيفًا: "لا نميل مطلقا للقول إن هناك تلهفًا للتطبيع مع الاحتلال، ولا بد من التفريق ما بين المواقف الرسمية والشعبية".
وشدد على أن المواقف المرتبطة بالشعوب العربية والإسلامية هي ما يُبنى عليها في وجود التطبيع مع الاحتلال من عدمه، مؤكدًا أن الشعوب العربية ورغم إقامة عدد من حكوماتها اتفاقيات (سلام) وعلاقات مع الاحتلال، إلا أنها ترفض "الدويلة الصهيونية اللقيطة التي أقيمت على أرض فلسطين".
ونبه العرادي إلى أن الشعب البحريني من الشعوب الأصيلة التي لم تخرج عن خط رفض الاحتلال والتعامل معه، في وقت شهد التاريخ أن مواطنين بحرينيين قاتلوا جنبًا إلى جنب مع أشقائهم الفلسطينيين ضد الاحتلال.
وأكمل: "البحرينيون لبسوا الزي العسكري، وقاتلوا في صفوف الثورة الفلسطينية مع بداية نشوئها، وقدموا الدم والشهداء لفلسطين وما زالوا شعبا عروبيًا أصيلًا يقف صامدًا في وجه التطبيع، ويؤكدون أن فلسطين ستبقى عربية إلى يوم الدين".
وأكد أن الوفد التطبيعي ألحق ضررًا للقضية والشعب الفلسطيني، الذي يكتوي بنار الاحتلال، وإجراءاته وسياسته الظالمة، غير أنه أظهر المعدن الحقيقي الأصيل للشعب البحريني بجموعه، وحقق فرصة لإعلان موقفهم الرافض للتطبيع والتضامن مع القضية الفلسطينية.
وقال إن شبكات التواصل الاجتماعي تعج بآلاف الآراء المعبرة عن رفضهم القاطع لزيارة الوفد ومفاعيله، والمؤكدة أن قضية فلسطين ما زالت في قلوبهم، منبهًا إلى أن الزيارة لاقت ردودًا مستنكرة على مختلف الصعد سيما وأنها جاءت في وقت "تموج" فيه الشعوب والدول العربية والإسلامية وحتى الأوروبية رافضة لقرار دونالد ترامب، بشأن القدس.