استذكر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ شاكر عمارة، من مخيم عقبة جبر في أريحا؛ شريط ذكريات رحلة الإبعاد الجماعية شتاء عام 1992م إلى مخيم مرج الزهور جنوبي لبنان.
وحار عمارة الذي شغل إمامًا لمسجد مخيم عقبة جبر مدة تزيد على العشرين عامًا من أين يبدأ تلك الذكريات: من لحظة اعتقاله ونقله إلى السجن، وتجميع المعتقلين لنقلهم في حافلات وهم معصوبو العينيين واليدين، وإنزالهم بمنطقة الحدود في جنوب لبنان، أم الحديث عن تفاصيل الحياة في مخيم مرج الزهور.
وقال عمارة لصحيفة "فلسطين": "عملية الإبعاد إلى مرج الزهور التي مر عليها 24 عامًا مليئة بالتفاصيل، ويصعب حصرها في مقابلة؛ فهي محطة نقلت الحركة الإسلامية من مرحلة الانطلاقة إلى مرحلة تصدر المشهد، إذ نزل 415 مبعدًا قرب قرية مرج الزهور جنوب لبنان من علماء وأطباء ومهندسين وأكاديميين وشيوخ وشباب، وهذه المحطة أثبتت للعالم أننا لسنا إرهابيين".
وأضاف: "مرج الزهور كان محطة للانفتاح على العالم، حيث نقل المبعدين كل الأفكار والآراء والمطالب إلى الرأي العالمي، ما شكل قوة ضغط على الاحتلال".
وأشار إلى أن "المبعدين كانوا يعيشون بمعنويات عالية، ومتكاتفين، مع غموض المصير، فكانوا في غاية البراعة في استقطاب الصحافة العالمية بابتساماتهم وأعمالهم، وأثبتوا للعالم أنهم أصحاب حق، واتخذوا الجبال الباردة مسرحًا للتمارين الرياضية للمحافظة على الصحة".
وتابع عمارة: "لقد حول المبعدون الإبعاد من عقاب إسرائيلي إلى قضية رأي عام دولية وإقليمية وعالمية، أثبتوا للعالم أن الكيان العبري مجرم بحق الشعب الفلسطيني".
واستدرك: "حينما وصل المبعدون إلى مرج الزهور كانت الخطوات الأولى: انتخاب لجنة لإدارة المخيم، وهذه اللجنة شكلت اللجان لخدمة المبعدين، فشكلت لجان علاقات خارجية وعلاقات داخلية وتعليم وصحة وتموين ولجان فنية ورياضية".
وأضاف بسخرية: "مبعدو أريحا كانوا لا يرون الثلج إلا في الثلاجة، فكيف تريد منا أن نعيش في وسط الثلج والعواصف؟!، ولكن الإرادة الجماعية للمبعدين جعلتهم يتحدون الظروف المناخية والسياسية والإقليمية والعالمية".
ورأى عمارة أن نجاح عودة المبعدين إلى الوطن بصمة في تاريخ القضية الفلسطينية عامة، وتاريخ حركة حماس خاصة، داعيًا في الوقت نفسه السلطة الفلسطينية لأخذ العبر والعظات من تجربة الإبعاد في التعامل مع حكومة الاحتلال وأذرعها المختلفة.