قائمة الموقع

على مدار اليوم يتفنن المقدسيون في المقاومة

2017-12-10T07:26:29+02:00

يناضل المقدسيون في مدينتهم، بكل ما أوتوا من قوة، ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، وها هم يتحركون في هبة جديدة تشبه تلك التي انتفضوا فيها عند تركيب الاحتلال بواباتٍ إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى، ليثبتوا بتوّحدهم أنهم أقوى من كل القرارات التي اتُخذّت بحق المدينة المقدّسة.

في هذه الأيام، يقضي المقدسيون يومهم بالتظاهر والتصدي للاحتلال، وعن تفاصيل حراكهم اليومي، حاورت "فلسطين" الناشط والكاتب المقدسي عيسى قواسمي لينقل لنا بعض مشاهد الحراك المقدسي.

من الصباح

قال قواسمي لـ"فلسطين": "ما يجري في القدس هذه الأيام هو امتداد لما حدث في هبة الأقصى الأخيرة، حينما نصب الاحتلال بوابات إلكترونية على أبواب الأقصى، وقد كان المقدسيون مُهيّؤون لأي قرار جديد مثل قرار ترامب، للتشبث أكثر بالمدينة".

وأضاف أن حراك المقدسيين يبدأ في كل يوم منذ لحظات الصباح الأولى، ويمتد إلى ما بعد صلاة العشاء، وخلاله يحاولون إقامة الصلوات في باب العامود، وعند مدرجات مدخل الرئيس للبلدة القديمة، ويبدؤون الفعاليات بالأناشيد الوطنية والأهازيج القديمة الدينية، وتردد النساء الأدعية، وقد أصبح رفع العلم الفلسطيني ظاهرة مقدسة في باب العامود.

وتابع: "أغلب المشاركين في هذه الفعاليات من سكان القدس، خاصة النساء المرابطات اللواتي اعتدن على الوجود في الأقصى للتصدي للمواجهات اليومية، والمشاركة الكبيرة تعود إلى أن هذه الظروف التي تمر بها مدينة القدس حاسمة ومصيرية بالنسبة للمقدسيين، والأمر يتعلق بإثبات وجودهم وهويتهم الوطنية".

منذ أعلن ترامب بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، لم ينقطع المقدسيون عن التعبير عن رفضهم، فيوميًا يتوافدون، بمن فيهم من النساء والشيوخ، وحتى الأطفال بعد عودتهم من المدرسة للمشاركة في الفعاليات، وذلك لإثبات وجودهم وإيصال رسالة للمحتل بأنهم لن يقبلوا مطلقا بهذا القرار.

وأوضح قواسمي: "رغم محاولات التنغيص من قبل جنود الاحتلال إلا أن النساء صامدات مرابطات، فقد اكتسبن خبرة سابقة في الرباط والمواجهات اليومية ضد جنود الاحتلال، هؤلاء النساء هن من يقدن الاعتصامات ويرفعن الشعارات، وهذه العزيمة الكبيرة لدى المقدسيات وعدم رهبتهن من الوجود المكثف لقوات الاحتلال تغيظ الإسرائيليين".

"الجكر"

"الجكر" أسلوبٌ يعتمده الأطفال لإغاظة جنود الاحتلال في باحات الأقصى المبارك، فرغم أنهم لم يتوجهوا إلى مدارسهم في الأيام الأخيرة، إلا أنهم يحملون حقائبهم المدرسية وكتبهم ليدرسوا ويرسموا في باب العامود، بحسب قواسمي.

وعن الأطفال أيضا، قال: "هؤلاء الأطفال حاولوا من خلال تواجدهم أن يوصلوا رسالة للاحتلال بأن القدس فلسطينية عربية أصيلة، منهم من كانوا يلعبون بالدراجات الهوائية أمام الجنود، غير أن الفتيات بدأن الغناء وترديد الأهازيج التي تزعج الجنود، علما بأنهم قادمات من الشمال لمشاركة مع أهل المدينة في تصديهم لقرار ترامب".

رغم ما حصل، كل شيء في مدينة القدس على ما هو عليه، وفقًا لضيفنا، فالبائعات كبيرات السن تواجدن في أماكنهن المعتادة، وباعة الكعك بدؤوا يوزعونه دون مقابل في باب العامود، وبعض المحلات تبرعت بالشاي والقهوة مجانًا للمرابطين.

وأكّد: "هذه الأفعال تعزز الوجه الجميل للمقدسيين في ترابطهم، وفي نفس الوقت تستفز الاحتلال".

أحداث الجمعة

أما فيما يتعلق بأحداث يوم الجمعة، فبيّن قواسمي: "كان من اللافت مشهد شيوخ القدس القديمة، الذين يرتدون العقال والحطة، وهم يدافعون بأجسادهم عن النساء والرجال المرابطين، هؤلاء الذين تزيد أعمارهم على 80 عامًا، كان دورهم إبعاد جنود الاحتلال عن النساء، ومنع اعتقال الصحفيات خاصة".

وأوضح: "كانت المواجهة قوية، وأصيب عدد من المصورين المشاركين، واستهداف الاحتلال للإعلام كان واضحا".

لأنهم الوحيدون

وقال قواسمي: "شهدت القدس هدوءًا نسبيًا بعد هبة الأقصى، ولكن بدأت الأحداث مرة أخرى تشتعل يوم الأربعاء الماضي، بعد قرار ترامب، وكنا قد بدأنا التجمع أمام باب العامود بعد أن قامت الجماعات التلمودية بإضاءة سور القدس بصورة للعلمين الإسرائيلي والأمريكي".

وأضاف: "التصرف بهذا الشكل هو الخيار الوحيد أمام المقدسيين، فهم الوحيدون الموجودون في المدينة، فأصبحوا هم في الواجهة وحدهم من يدافعون عن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وعن القدس كلها، بما فيها من حارات ودكاكين وأسواق ومدارس وحضارات".

اخبار ذات صلة