قائمة الموقع

صغارٌ في جلسات الكبار.. يستفيدون ويتضررون

2017-12-07T08:03:43+02:00

يغفل كثير من الآباء والأمهات في تربيتهم لأبنائهم قضية وجود الأطفال في مجالس الكبار، فمنهم من يصطحب ابنه في الزيارات، أو يسمح له باستقبال الضيوف في البيت والبقاء في جلساتهم، وعلى العكس تماما، يحدث أن يمنع بعض الأهالي أبناءهم من مخالطة الكبار تماما، فأي الطرفين على صواب؟ وما هي إيجابيات وسلبيات اختلاط الصغار بالكبار؟، وكيف يمكن ضبط العلاقة بينهما؟ وما هي الحدود الفاصلة لها؟.. هذا ما نتحدث عنه في السياق التالي:

اختلاط مضبوط

قال الأخصائي النفسي زهير ملاخة: "معاملة الكبار للصغار هي فن لتشكيل شخصياتهم بكل جوانبها ولتلبية احتياجاتهم النفسية والمادية، بالتالي لا بد من مراعاة جوانب النمو وطبيعة الجنس والدور التربوي عند التعامل معهم، وينبغي أن تهدف المعاملة وأساليب التربية لتحقيق نتائج إيجابية، ولذلك يجب إعمال العقل والمنطق وليس العاطفة في التعامل مع الصغار".

وأضاف لـ"فلسطين": "بناء على ما سبق، فمخالطة الصغار للكبار، سواء بقصد من الكبار أو بدون قصد، يجب أن تكون هادفة ومضبوطة، ومُتحكم بها كي تترك أثرًا طيبًا يساهم في تعزيز ثقة الطفل بنفسه أو إكسابه صفات جيدة، أو الاقتداء بنماذج معينة من خلال الكبار".

وبين أن الافراط في اختلاط الأطفال مع الكبار دون ضبط، ينعكس سلبًا على الأطفال، ومن النتائج السلبية أن يتدخل الطفل فيما لا يعنيه، ويشغل عقله بأمور تفوق عمره، ويتحدث بما لا يتناسب مع مرحلته العمرية، وذلك لأن لسان حاله "أنا كبير وأعرف كل شيء"، لافتا إلى أن المخالطة بدون ضبط تشغل عقل الطفل بأمور ثانوية على حساب دراسته، وتكسبه صفات مزعجة للأخرين لأنها لا تنسجم مع عمره.

وأشار ملاخة إلى أن ذلك يجعله منبوذًا بين أقرانه، حيث يتعامل معهم على أنهم أقل منه فهمًا وعلمًا وشأنًا، بينما هم يجدون فيه الغرور والكبر، ويعدّونه مصدر إزعاج، وهنا تكمن المشكلة.

وبين أن الفضول الذي ينتاب الطفل نتيجة ما يراه ويسمعه من الكبار، يدفعه لاستكشاف بعض الأمور وممارسة بعض السلوكيات من باب التقليد، وبالتالي قد يقع في مشكلة سلوكية؟

وأوضح: "كثير من الأطفال تأثروا بطباع وصفات، وتفتحت عقولهم أكثر مما ينبغي، وأدركوا أمورًا لا تتناسب مع أعمارهم، بسبب عدم ضبط التربية خلال مجالسة الكبار لأوقات كثيرة، مما يجعله في حالة متوترة وغير متكيفة مع الأقران لعدم قدرته على مصاحبتهم، وتعاليه عليهم، ولرفض أقرانه صفاته الجديدة".

ونصح ملاخة بضرورة أن يكون اختلاط الصغار بالكبار هادفًا لدعم ثقتهم بأنفسهم، وكسب بعض الصفات وتشجيعهم على ممارسة بعض السلوكيات مثل اصطحابهم للصلاة، أو الزيارات لتعويدهم على زيارة صلة الرحم، والأنشطة الرياضية والفعاليات الاجتماعية، كما يجب على الكبار أن يكونوا حذرين في أحاديثهم في حال تواجد الصغار في مجالسهم.

وقال: "لا بد من تعويد الطفل على أن مجالسة الكبار محدودة، فمثلا إن كان في بيته ضيوف فيرحب بهم ثم ينصرف احترامًا وتقديرًا".

وأضاف: "تربية الابن على احترام الخصوصية والحياء والتأدب وطاعة الوالدين، مع معرفة حدوده ودوره كطفل، كلها عوامل مهمة في تشكيل شخصيته بشكل إيجابي ليكون أكثر توافقًا وتكيفًا مع نفسه والآخرين".

اخبار ذات صلة