لم يدر يوما بخلد المرابطة في المسجد الأقصى أم محمد درويش أن تعايش تفاصيل الساعات التي يتنازع فيها على إسلامية وعربية مدينة القدس المحتلة، بكل مساجدها وكنائسها وأزقتها العتيقة وأسواقها وربوعها.
وتعيش درويش حالة من الذهول إزاء تجرؤ الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه الرئيس الأمريكي على أقدس مقدسات المسلمين والقبلة الأولى لهم، في ظل تخاذل حكام العرب عن نصرة المسجد الأقصى والقدس بالأفعال وليس بالتصريحات الإعلامية فقط.
تقول المرابطة المقدسية لصحيفة "فلسطين": "أصبح الوضع لا يطاق هنا في القدس، الاحتلال يسيطر على كل تفاصيل الحياة ويعمل بشكل حثيت على تهويد المدينة وتشريد السكان الأصليين والفلسطينيين، والعرب في سبات عميق".
وتضيف درويش: "لم يعد لدينا خيار نحن كمقدسيين وكمرابطات سوى الحماية والدفاع عن الأقصى بأنفسنا وأجسادنا في وجه الاحتلال ومستوطنيه، فلا قيمة لنا نحن المقدسيين دون الأقصى، بل لا قيمة لفلسطين من شماله إلى جنوبه دون المسجد المبارك".
ودعت درويش إلى هبة شعبية ضد الاحتلال وسياسته المدعومة أمريكيا، على غرار انتفاضة الأقصى عندما تجرأ شارون على اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه بالقوة.
أما المرابطة أم إيهاب عويضة فتعبر عن تخوفها الشديد من تسارع وتيرة التهديد بحق المدينة المقدسة، بعد إعلان ترامب عن نيته الجادة الاعتراف بالقدس المحتلة كعاصمة للاحتلال ثم يتبع ذلك نقل السفارة، في "خطوة غبية سافرة" تمس مشارع كل المسلمين.
وتمنت عويضة أن يسارع جميع المقدسيين مسلمين ومسيحيين إلى الاعتصام في كل أزقة القدس، مثلما توحدوا واعتصموا ضد تركيب البوابات الإلكترونية، قائلة لصحيفة "فلسطين" "مهما بلغت حجم المؤامرات، فسنبقى متشبثين على هذه الأرض كأشجار الزيتون المعمرة في الأقصى".
وأشارت عويضة إلى ضرورة شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى على مدار الساعة، خاصة في الأيام القادمة والخروج بمسيرات حاشدة في عواصم العالم العربي والإسلامي، لإفشال المخططات الصهيونية.
ولكن المرابطة هنادي حلواني أكدت أن المؤامرة على المسجد الأقصى أكبر من الفلسطينيين والمقدسيين، لذلك يجب أن تتضافر جميع الجهود العربية والإسلامية لحماية الأقصى ووقف السياسات الإسرائيلية التهويدية ضده، كما أوضحت حلواني.
وقالت حلواني لصحيفة "فلسطين" :عندما سمعنا عبر الأخبار بنية ترامب، اعتقدنا في بداية الأمر مجرد بلون اختبار لرد فعل العرب، ولكن الأمر بات حقيقية وخطرا متدحرجا سيصل قريبا إلى بسط السيطرة الصهيونية الكاملة على مدينة القدس وصولا لطرد الفلسطينيين والعرب منها".
وبينت حلواني أن الاحتلال الإسرائيلي يقيد حركة المرابطات ويضع العشرات منهم في قائمة حظر سوداء، ولكن ذلك لن يمنع المقدسيات من الدفاع عن القدس والوصول إلى المسجد الأقصى فكل شيء دونها يهون.