قائمة الموقع

​أي مستقبل ينتظر السلطة حال اعترفت واشنطن بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)؟

2017-12-06T08:31:34+02:00

يرى مراقبون أن إدارات البيت الأبيض وعلى مدار عقود طويلة ومنذ توقيع اتفاق أوسلو 1993 تعاملت مع السلطة الفلسطينية كحلقة أضعف مارست بحقها شتى أنواع الضغوط والابتزاز السياسي لصالح (إسرائيل)، وأن نوايا الإدارة الجديدة برئاسة دونالد ترامب بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس المحتلة وإعلان الأخيرة عاصمة لدولة الاحتلال، لم يكن يتم التجرؤ عليه لولا حالة الضعف السياسي التي تضرب الشرق الأوسط.

ويعتقد هؤلاء في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين"، أن تنفيذ ترامب لنواياه لن يكون إعلان فشل لمسار السلطة السياسي كونها لم تستطع أصلاً أن تنتزع أي إنجاز سياسي على الأراضي المحتلة، وإنما رصاصة الرحمة على حل الدولتين لتصبح سلطة بدور وظيفي وبلا صلاحيات.

مساران فلسطينيان

يقول السفير الفلسطيني السابق د. ربحي حلوم: "إن السلطة تضع نهايتها بنفسها وحكمت على تلك النهاية منذ أوسلو، وعليها أن تستريح وتحل نفسها لأنها لم تحقق أي إنجاز لشعبها وقضيتها، والشعب قادر على انتزاع حقوقه بنفسه من خلال انتفاضة عارمة".

وأوضح حلوم، لصحيفة "فلسطين"، أن السلطة لم تحقق أي إنجاز في مسار التسوية، بل إنها مصرة على المضي في نهج التسوية والقبول بدولة على جزر متفرقة (مدن متناثرة) على مساحة 7% من فلسطين التاريخية "ونهج الاستسلام وتركيع المقاومة، وهذا سيؤدي إلى مقتلها ووضع حد لها".

وأضاف: "السلطة تدرك ما هو قادم لها لكنها تصر على المضي في مسار التسوية"، محذرا من أن إصرارها على هذا النهج لن يُبقي الشعب صامتا ليقبل بأن تملي عليه ما تريد".

في حين يرى، الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن تأجيل القرار الأمريكي لم يغير قناعة واشنطن بوصفها القدس "عاصمة لـ(إسرائيل)"، لكن ذلك لا يغير البعد القانوني للمدينة المحتلة ومكانتها في ظل وجود قرارات للأمم المتحدة التي أقرت بأنها جزء من الأراضي المحتلة عام 1967، لكن هذا عمليا سيرسم علامة استفهام أمام الخيارات الفلسطينية والسلطة نفسها.

وقال عوكل: "إذا تم ترسيم الموقف الأمريكي على الأرض، وجر جملة من الدولة التي تؤثر عليها أمريكا للاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، فهذا يعني أن السلطة لم تعد فقط بلا سلطة على الأرض كما تتحدث قياداتها، بل ستكون سلطة منزوعة الصلاحيات، وستبتلع المستوطنات جزءا كبيرا من الأرض التي تعمل عليها، وستكون السلطة ذات مهام وظيفية وطابع اجتماعي لها علاقة بالسكان والخدمات".

ومن تداعيات القرار الأمريكي على السلطة، كما توقع الكاتب الفلسطيني، توقف عملية التسوية، وانتهاء المفاوضات.

وذهب إلى القول: "نحن أمام تغير جذري كبير في الخيارات والتوجهات الأمريكية، وهذا يعني فشل مسار التسوية وانتهاء حل الدولتين بشكل كامل، ويصبح وجود السلطة كعدمه"، مؤكدا أن أهم ورقة فقط بيد السلطة لمواجهة هذا التحدي هو العودة إلى الشعب الفلسطيني وتحقيق الوحدة.

المشروع الأمريكي

المشروع الأمريكي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية تحت ما يسمى "السلام الاقتصادي" بهدف إقامة كونفدرالية بين الأردن والسلطة، وقطاع غزة مع مصر، والكلام هذه المرة للكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات.

وقال عبيدات: "اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة للاحتلال، يعني انتهاء حل الدولتين بشكل نهائي، وينهي مشروع "التسوية" بشكل نهائي، وتتحول السلطة لأداة وظيفية تشبه روابط القرى بجانب خدماتي وشرطي".

وأضاف: "بالتالي لا يمكن أن تكون هناك دولة مستقلة كاملة السيادة، في ظل مشاريع الاحتلال الاستيطانية بالضفة التي اقتربت من فصل شمال وجنوب الضفة عن وسطها".

وبين عبيدات، أن الاحتلال استغل العناوين التي كانت تطرحها السلطة "التعايش والمقاومة السلمية"، لتكريس حقائق جديدة على الأرض بهدف استكمال مشاريعه الاستيطانية".

كما حذر من أنه في حال لم تغير السلطة نهجها، فإن قرار حلها من عدمه سيصبح بيد الاحتلال "إذا شعر أنها توقفت عن التنسيق الأمني، أو عندما يستكمل مشروعه الاستيطاني مما يجعلها عبئا عليه".

اخبار ذات صلة