قائمة الموقع

البطش : يجب "تمكين" المقاومة بالضفة وعدم ربط مسؤوليات الحكومة بالمصالحة

2017-12-05T07:26:27+02:00
الزميل اليعقوبي خلال حواره مع القيادي البطش (تصوير/ محمود أبو حصيرة)

طالب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، حكومة الحمد الله -طالما استلمت وزاراتها بغزة بشكل كامل- بالمباشرة بالإيفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين وألا تربط بين تلبية حاجاتهم بالتفاهمات مع حماس وتطورات المصالحة.

وقال إن المصالحة تواجه خطراً حقيقياً جدياً في ظل عدم رفع العقوبات عن غزة، وأشار إلى أن القوى الوطنية الفلسطينية تدرس تشكيل "جبهة إنقاذ وطني" أو تشكيل لجنة وطنية لمتابعة تنفيذ المصالحة ومنع تعطيلها.

وأضاف البطش في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين"، أمس: "لا يمكن استمرار مراهنة السلطة على مدى صبر وحسن أخلاق الآخرين (حماس) وإقبالهم على المصالحة، دون أن تكون هناك خطوات مقابلة من السلطة وحركة فتح"، مطالبا بتمكين المقاومة بالضفة حتى تحمي الناس هناك وليس العكس.

وعد اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة للاحتلال أو نقل سفارتها من (تل أبيب) للقدس المحتلة، موقفا منحازاً للاحتلال وأن الإدارة الأمريكية تضع مصالحها ومصالح الشعب الأمريكي في خندق العداء للشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية.

وفيما يلي نص الحوار:

"فلسطين": كيف يمكن توصيف المشهد السياسي الفلسطيني، في ظل حالة عدم الوضوح فيما يتعلق بمستقبل المصالحة واستمرار العقوبات التي تفرضها السلطة على غزة؟

المشهد السياسي الفلسطيني، ليس متعلقا فقط بالمصالحة، بل متعلق بقضايا أخرى أبرزها ما تواجهه القضية من تعنت إسرائيلي وموقف أمريكي منحاز، وموقف عربي ضعيف لم يتجاوز حتى اللحظة منطق الحديث والتنديد والإدانة، بالإضافة لعنصر الانقسام الفلسطيني، لذلك نعيش حالة من المشكلة المركبة.

أما فيما يتعلق بالمشروع السياسي الذي تحاول أمريكا فرضه على المنطقة، وبالذات تصفية القضية فأول ما يستهدف من هذا المشروع هو القضية وحقوق الشعب الفلسطيني وحقهم بالعودة وحقهم بفلسطين، ثم السعي لترسيم التطبيع العربي مع الاحتلال وجعله واقعاً معلَناً، لذلك علينا كفلسطينيين مواجهة التطبيع العربي مع الاحتلال بموقف فلسطيني يستند إلى وحدة الصف.

وما تشهده المنطقة من خلخلة واسعة فيما يتعلق بأحداث الربيع العربي، ألحق الضرر بالقضية الفلسطينية، وأضعف الدعم العربي لفلسطين بعد إضعاف عدة جبهات عربية، مما يستدعي تحقيق الشراكة بين الفلسطينيين حتى تصبح الوحدة مطلبا يعيشه ويدافع عنه الجميع، فتحقيق الشراكة وإنعاش الوحدة مطلب ضروري لمواجهة كل هذه العناوين.

وهنا ما زلنا نعتقد أن اتفاق المصالحة 2011 هو المدخل الحقيقي والصحيح لتحقيق الشراكة وتعزيز الوحدة، والذي لم يتم تطبيقه بعد، ولكن ربما شكل اتفاق فتح وحماس في 12 أكتوبر/ تشرين أول الماضي الذي تناول ملف الحكومة مدخلا لوضع آليات لتطبيق الاتفاق السابق، فذهبنا للاجتماع بلقاء الفصائل في 21 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي للتأكيد على الاتفاق الثنائي بين فتح وحماس والبدء بنقاش في بآليات لتطبيق ملفات منظمة التحرير، والمصالحة، والحريات، والحكومة، والانتخابات العامة، إلا أن اللقاء لم ينجح باقتحامها ووضع جدول زمني للتطبيق.

"فلسطين": السؤال الذي يشغل الرأي العام.. إلى أين تسير المصالحة؟

رغم أنها لا تسير بالخطوات المطلوبة، لكن أعتقد أن مصالحة "عرجاء" أفضل من انقسام "أحادي القرن"، ومطلوب سرعة إنجاز اتفاق المصالحة، فالتلكؤ والمماطلة وإن كانا غير مطلوبين وندينهما، يجب ألا يدفعانا لليأس بخصوص المصالحة.

نحن متمسكون باستعادة الوحدة كمدخل للشراكة بمنظمة التحرير، لتصبح الجهاد وحماس جزءًا منها، على أساس إعادة بنائها من جديد، ونعتبرها العنوان للشراكة.

"فلسطين": إلى ماذا يؤشر استمرار العقوبات على غزة وعدم التزام الحكومة بالمهام التي أوكلت إليها؟

كنا نعتقد أنه باستلام الحكومة لمهامها ستتقدم خطوة للأمام، بمعنى خطوة من حماس (حل اللجنة الإدارية وتسليم المعابر والوزارات) مقابل خطوة من فتح، لكن أن تبقى الخطوة من حماس ولا تقوم فتح بخطوة مقابلة لها يضعف المصالحة، كذلك لا نريد تحويل ملف تمكين الحكومة لشماعة للمماطلة.

لذلك نطالب الحكومة طالما استلمت وزاراتها بغزة بالمباشرة بالإيفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين وألا تربط بين تلبية حاجاتها بعملية التفاهمات مع حماس وتطورات المصالحة.

"فلسطين": بخصوص الحديث عن تشكيل جبهة إنقاذ وطني تقف أمام أي محاولة للعودة للوراء .. إلى أين وصلت الأمور في هذا الطرح؟

عندما نرى هناك إجماعا وطنيا من القوى الوطنية بعضها حليف لفتح وبعضها يقف على مسافة واحدة بين فتح وحماس وتطالب برفع العقوبات عن غزة وإتمام المصالحة فهذا موقف متقدم ومؤشر جيد.

تشكيل "جبهة إنقاذ وطني" ما زال مطروحا، وكذلك تدرس القوى تشكيل لجنة وطنية لمتابعة تنفيذ اتفاق المصالحة والضغط على من يعطلها، هذه أفكار للدراسة بين القوى، ولا نريد خلق أجسام بديلة تربك المشهد، بل نريد تنفيذ المصالحة من جميع الأطراف وبالذات من الحكومة.

"فلسطين": إذًا.. هل المصالحة في خطر حقيقي؟

بالفعل المصالحة باختصار تواجه خطرا حقيقيا جديا ومن لا يرى ذلك فهو أعمى، ويجب تدخل رئيس السلطة محمود عباس بشكل "استثنائي" لعدم إفشال الأمور وأدعوه لإنقاذ المصالحة من خلال قرار منه برفع العقوبات عن غزة، فقد تنقلب الأمور، ولا يمكن المراهنة على مدى صبر وحسن أخلاق الآخرين (حماس) وإقبالهم على المصالحة، فهذا قد يهدد بفشل المصالحة.

"فلسطين": هل تعتقد أن عباس بالوقت الحالي معني بإنقاذ المصالحة؟

لا أريد التشكيك في النوايا، لكن أناشده بصفته رئيس السلطة ويدرك مخاطر الموقف السياسي المتعلق بالقضية مع الأمريكان و(إسرائيل)، وأنها بحاجة لموقف شعبي داعم، ونحن بحاجة للاصطفاف معا ضد المطالب الإسرائيلية.

"فلسطين": كيف تنظرون إلى عزم أمريكا نقل سفارتها من (تل أبيب) للقدس المحتلة واعترافها بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي؟

هذا موقف منحاز للاحتلال، والإدارة الأمريكية تضع مصالحها ومصالح الشعب الأمريكي في خندق العداء للشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية، ومعنا أحرار العالم.

وعندما تعترف أمريكا بالقدس عاصمة للاحتلال فهذا إدارة ظهر للسلطة والجامعة العربية ودول الخليج ولكل الآمال التي رتبتها السلطة على أمريكا بإقامة الدولة المستقلة على حدود عام 1967، مما يتطلب من السلطة التي اعتبرت أمريكا راعية "للتسوية" موقفاً، وكذلك مطلوب منها قطع علاقتها مع الاحتلال ووقف التنسيق الأمني والاجراءات المتعلقة بالعلاقة الثنائية مع (إسرائيل) ووقف الرهان على الإدارة الأمريكية والعودة لتعزيز الشراكة عبر منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني.

"فلسطين": ما هي تداعيات القرار الأمريكي على الفلسطينيين والمنطقة؟

إذا كانت أمريكا تدير ظهرها لكل حلفائها العرب والسلطة، وفي حال أعلنت القدس عاصمة للاحتلال فهذا يعني أنها لا تقيم وزنا لأحد، مما يستدعي من هؤلاء وخاصة السلطة أن تعود خطوة للخلف من أجل تعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية ولم الشمل الفلسطيني والاستقواء بالموقف الشعبي.

"فلسطين": يدور الحديث عن أن سلاح المقاومة هو المستهدف الأول اليوم.. ما هي رسالتكم للأطراف التي تريد النيل من سلاح المقاومة؟

هذا السلاح لحماية الحق الفلسطيني، وبالتالي لا أحد يستطيع إجبار أهل السلاح على تسليمه أو الحديث عنه، فتحت أي معادلة يريد البعض التشكيك بسلاح المقاومة؟، ومن يردْ سحبه يهدف لتمكين اليهود في فلسطين، فكيف يمكن مقاومة الاحتلال بعد ذلك هل بالفن أم بالرسم أم ببرامج الغناء؟، لذلك لا يوجد أي خيار إلا خيار المقاومة المسلحة.

موضوع السلاح ليس مطروحا، فالذي يريد وضع نفسه بمواجهة سلاح المقاومة فقط (إسرائيل) وعملاؤها، ولا أعتقد أن فلسطينيا حرا يفكر أو يقبل أو يناقش هذا السلاح.

"فلسطين": هل تعتقد أن سحب سلاح المقاومة بالضفة يفسر حالة التآكل الحالي للأراضي الفلسطينية بالضفة لصالح الاحتلال الإسرائيلي؟

بلا شك، تراجع حالة المقاومة بالضفة بسبب التنسيق الأمني الذي كان عاملاً أساسياً في إضعاف حالة المقاومة بالضفة، والمطلوب بصراحة التمكين للمقاومة بالضفة حتى تحمي الناس هناك وليس العكس، ولو أن المقاومة تجد طريقها للعمل بالضفة لحمت المواطنين ولمنعت هدم البيوت والأشجار.

"فلسطين": طُرح موضوع توطين اللاجئين الفلسطينيين.. ما موقفكم من هذا الطرح؟ وهل يمكن أن يمرر؟

الموضوع قضية قديمة جديدة تحاول (إسرائيل) رفعها كـ"كرت" أحمر في وجه الحقوق الفلسطينية، من خلال ابتزاز الأردنيين، أو المصريين، فهذه أدوات ابتزاز للأنظمة العربية وإشغال الفلسطينيين في قضايا ليست لهم.

بين الفينة والأخرى يخرج الإسرائيليون بأفكار يبتزون بها كل الدول التي تطالبهم بعدم المس والاعتراف بحق الفلسطينيين في الأردن أو مصر أو توطينهم، هدفها إبعاد العرب عن دعم الشعب الفلسطيني، وابتزاز هذه الدول، لكن نحن نتمسك بحقنا بفلسطين من أجل تحريرها وهذا واجب عربي وإسلامي على دعمنا من أجل ذلك.

"فلسطين": لكن هل الساحة العربية التي تعاني من انقسامات مهيأة للتعاطي مع الموقف الإسرائيلي.. أم أن للشعوب كلمتها تضغط بها على الحكومة؟

الساحة العربية والحكام العرب الذين يركضون وراء التطبيع مهيؤون لأسوأ السيناريوهات، لكن الشعوب الحية لا تقبل ذلك، فمعركتنا مع الاحتلال وليست مع الدول العربية، التي يريد الاحتلال إشغالنا بهم.

"فلسطين": بعض الخبراء الأمنيين يتحدثون عن أن الاحتلال يحاول فرض معادلة جديدة باستهداف المقاومة دون تكرار نموذج حزب الله.. ما تعليقكم على ذلك؟

لا، لن ينجح، فالمقاومة ليست صامتة أمام اعتداءات الاحتلال بغزة وتعمل ضمن برنامج وترتيبات عالية المستوى، وهي تسير ضمن رؤيتها للصراع وليس رؤية الاحتلال له.

في الختام، نحن تحت الاحتلال، وحقنا في مقاومته مكفول لا نقاش فيه، ونحن متمسكون بحقنا الكامل في فلسطين ومقاومة الاحتلال.

اخبار ذات صلة