طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بضغط "جماهيري حقيقي وجاد" على رئيس السلطة محمود عباس لرفع الإجراءات العقابية التي يفرضها على قطاع غزة منذ مارس/آذار الماضي، بينما انتقدت حركة الجهاد الإسلامي حكومة رامي الحمد الله، وقالت إنها "مشلولة" و"لم تعد حكومة الكل الفلسطيني".
وقال عضو المكتب السياسي "للشعبية" رباح مهنا، لصحيفة "فلسطين"، أمس، إن على الحكومة القيام بواجباتها، كما أن على عباس رفع العقوبات عن غزة، مشيرا إلى أن الأخير هو من فرضها.
وأوضح مهنا أن الفصائل تبذل جهدا في هذا الصدد، ويتوجب على عباس إنهاء العقوبات؛ لتعزيز صمود المواطنين في مواجهة المخططات الأمريكية التي يقول رئيس السلطة إنه يرفضها.
وأشار إلى ضرورة أن يكون هناك "مزيد من الضغط الجماهيري حتى يستجيب أبو مازن (عباس) لهذه الضغوطات"، مبينا أن هذا الضغط يجب أن يكون "حقيقيا وجادا" لرفع العقوبات.
وكانت السلطة تتخذ اللجنة الإدارية المنحلة -التي صادق المجلس التشريعي عليها في مارس/آذار الماضي، "لسد الفراغ" الناجم عن عدم قيام حكومة الحمد الله بمهامها في القطاع- ذريعة لإجراءات وصفتها بأنها غير مسبوقة بحق غزة، طالت مناحي الحياة الأساسية، كالكهرباء والصحة.
ولم تلغ السلطة هذه الإجراءات على الرغم من حل اللجنة الإدارية بمبادرة من حركة المقاومة الإسلامية حماس، "استجابة للجهود المصرية، بقيادة جهاز المخابرات العامة المصرية".
وبشأن تداول مسؤولين في حركة فتح والسلطة ما يسمونه "تمكين" الحكومة في القطاع، قال مهنا: "كلمة التمكين رفضتها الفصائل في القاهرة، ولو رجعنا إلى البيان الذي صدر عن هذه الفصائل لم تكن هناك كلمة تمكين مع أن فتح طرحتها بقوة".
وأضاف: "قلنا تسهيل عمل الحكومة بغزة حتى تقوم بواجباتها فورا تجاه القطاع، هذا ما اتفقنا عليه"، داعيا إلى تطبيق اتفاق المصالحة الموقع بين حركتي حماس وفتح في القاهرة "بكل جدية ووضوح ونزاهة".
وأكد مهنا أن قيام الحكومة بواجباتها "يجب ألا يكون مرتبطا أبدا بإجراءات ضد القطاع".
في غضون ذلك، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، إن حكومة الحمد الله "لم تعد حكومة الكل الفلسطيني؛ لأنها لم تستطع حل مشاكل الشعب وخصوصا ما يعيشه أهلنا في قطاع غزة من حالة كارثية".
وأضاف المدلل، لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن على الحكومة أن تؤدي دورها، وعلى عباس "أن يعطيها صلاحياتها في قطاع غزة".
لكنه تابع: "ما نراه أنها حكومة مشلولة لا تستطيع القيام بدورها"، مردفا: "بالرغم من أننا لسنا جزءا من الحكومة فإنه من الأفضل أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية تعالج المشاكل".
وأشار إلى أنه كان من المفروض أن تتعامل الحكومة بمساواة مع الجميع في الضفة وغزة، "لكن ما لاحظناه أن شعبنا في القطاع لا يزال يعيش المأساة والكارثة"، منوها إلى أزمة الكهرباء، وتقليص رواتب موظفي السلطة، وأزمات المعابر، والحياة المعيشية، والمرضى، والعلاجات.
في السياق، قال القيادي في "الجهاد"، إن تلويح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده من (تل أبيب) إلى القدس المحتلة، "يجب أن يوحدنا جميعا ويعجل من حالة المصالحة كي نستطيع الوقوف في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يعمل على تصفية القضية الفلسطينية".