فلسطين أون لاين

​طالبوا ببديلٍ عنها لإنهاء أزمات غزة

فصائل: حكومة الحمد الله لم تقدم شيئاً ملموساً لغزة

...
صورة أرشيفية لحكومة الحمد لله
غزة - جمال غيث

لا تزال حكومة الحمد الله تتنصل من مسؤولياتها التي شكلت من أجلها كإعادة إعمار غزة، وإنهاء الحصار المفروض على القطاع، وتهيئة الأجواء للانتخابات، وإنهاء ملف المصالحة المجتمعية، والحريات العامة، إضافة إلى توحيد المؤسسات بغزة والضفة الغربية، وغدت حكومة الأمر الواقع تمارس أعمالها في الضفة وتتجاهل مشاكل غزة وحاجاتها.

ورأت فصائل فلسطينية، أن حكومة الحمد الله منذ توليها مسؤولياتها في 2 حزيران/ يونيو 2014 لم تقدم شيئا لقطاع غزة ولم تعمل على إنهاء معاناته، داعين لإجراء حوار وطني شامل يتم من خلاله إيجاد حكومة وحدة وطنية قادرة على إنهاء أزمات القطاع.

مبدأ الشراكة

وأكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فوزي برهوم، أن استراتيجية حماس هي ايجاد حالة وطنية متكاملة وترسيخ مبدأ الشراكة وإيجاد حكومة وحدة وطنية تتبنى كل هموم ومشاكل شعبنا الفلسطيني دون أن تكون حكومة الحزب أو الفرد الواحد.

وقال برهوم لصحيفة" فلسطين": "إن حماس لا تريد اتخاذ قرارات فردية من شأنها أن تعقد الأوضاع، فنحن لا نريد أن نعالج الخطأ بالخطأ"، مؤكدًا أن حركته ستستمر في التعاطي مع الفصائل وطرح موضوع إنهاء معاناة القطاع بقوة وأي فرصة يتم التوافق عليها لحل مشكلة الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية بكامل الصلاحيات وهو ما تسعى له حماس.

وأضاف: "حماس تحدثت مع الفصائل ولا تزال تطرح خيارات لإيجاد حلول استراتيجية للوضع الفلسطيني القائم بحيث يتم ترسيخ مبدأ الشراكة وإدارة سليمة للشأن الداخلي الفلسطيني"، مؤكدًا عدم شرعية حكومة الحمد الله لعدم عرضها على المجلس التشريعي ولإجراء أكثر من تعديل عليها من قبل حركة فتح دون الرجوع للتوافق الوطني ولترسيخها رموزا فتحاوية، فهي حكومة الحزب الواحد.

وبين أن حكومة الحمد الله تخلت عن جزء كبير من الشعب الفلسطيني وعن قطاع غزة وأصبحت ترعى مصالح جزء من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، لافتًا إلى أنها شكلت عبئا على الكل الفلسطيني ولم تحل مشاكل شعبنا كما كان المأمول منها.

ولفت برهوم النظر إلى أن حركته أعطت فرصة كبيرة لإنجاح حكومة الحمد الله واعطائها كافة الصلاحيات لممارسة عملها وانجاز المطلوب منها، مؤكدًا أن حركته لم تتخل عن الموظفين أو القطاع أو رعاية مصالح أبناء شعبها وتدير بقدر استطاعتها تلك المهام.

خطة فلسطينية

بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، إن حكومة الحمد الله لم توفق في انجاز المهام التي كان من المفترض أن تقوم بها، مرجعًا ذلك لسبب الانقسام السياسي والحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.

وأضاف حبيب لصحيفة "فلسطين": "كنا نأمل في حركة الجهاد الإسلامي أن يكون تشكيل حكومة الوفاق الوطني نقطة البداية نحو الشروع في تطبيق اتفاق المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني وإتمام الإعمار، ولكن للأسف هذه المهام لازالت تراوح مكانها والاعمار لازال متعسرًا ويسير ببطء شديد في ظل معوقات الاحتلال وحكومة رام الله".

وتابع: "لا زال الانقسام يراوح مكانه والوحدة أصبحت بعيدة المنال في ظل هذه الأجواء السائدة على الساحة الفلسطينية، ولا زال الانقسام يفت في عضض شعبنا الفلسطيني"، داعيًا لوضع خطة فلسطينية من أجل تقييم ما سبق وإعادة النظر في كافة أوضاع القطاع وترتيب البيت الفلسطيني، وذلك يأتي من خلال حوار وطني شامل يشارك به الجميع على قاعدة الشراكة وعدم الاقصاء.

عقبات المصالحة

من جانبه، رأى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، أن حكومة الحمد الله لم تؤد المهام التي أوكلت إليها منذ تشكيلها في 2 حزيران/ يونيو 2014.

وشدد أبو ظريفة لصحيفة "فلسطين" على ضرورة عقد حوار وطني لكافة القوى التي وقعت على اتفاق "القاهرة" أو دعوة رئيس السلطة محمود عباس الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير للانعقاد لبحث عقبات المصالحة وتشكل حكومة وحدة وطنية بالمهام المتفق عليها وفق اتفاق "القاهرة".

وللخروج من الحالة التي يعيشها القطاع، دعا أبو ظريفة، لتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تشكل الفصائل الفلسطينية مرتكزا لها, مهامها إنهاء معاناة القطاع وتوحيد غزة وتعزيز مقومات الصمود ومعالجة قضايا الموظفين ووضع استراتيجية للتخفيف من حدة البطالة.

وأضاف: "هناك اجماع فلسطيني وطني على ضرورة إجراء حوار وطني شامل يمكننا من الوصول لحكومة وحدة وطنية قادرة على معالجة كل ما يعانيه الوضع الفلسطيني بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص".

وأشار أبو ظريفة إلى أنه في حال استمر الوضع في غزة على ما هو عليه، ستتزايد معاناة الغزيين مأساوية بفعل الحصار والاحتلال وعدم الاعمار، وستتفشى ظاهرة الفقر والجوع والبطالة".