كشف خبير فلسطيني في شؤون التخطيط والبناء بالداخل المحتل، النقاب عن أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع فلسطينيي الداخل من السكن في نحو 1000 بلدة وقرية بحجة أنها مبنية لليهود فقط.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية الصادرة اليوم الثلاثاء، أن اللجنة الخاصة بإعداد قانون القومية في الكنيست (برلمان الاحتلال)، ستناقش خلال اجتماعها اليوم، بندًا يسمح بإقامة بلدات جماهيرية لليهود فقط.
ويسمح البند المقترح لسلطات الاحتلال بإنشاء بلدات جماهيرية لأبناء ديانات معينة أو أبناء قومية واحدة.
وحظي هذا البند باسم "الالتفاف على قعدان" على اسم العائلة العربية من مدينة باقة الغربية شمال فلسطين المحتلة عام 48، التي التمست للمحكمة العليا في 1996 بعد رفض بلدية "كتسير" المجاورة السماح لهم بالسكن لكونهم عربًا.
وقال مدير مركز التخطيط البديل المتخصص في شؤون البناء والتخطيط، حنا سويد، إن هذا القانون عنصري وهدفه منع المواطنين العرب في الداخل من السكن في البلدات الجديدة.
وصرّح سويد لـ "قدس برس" اليوم، بأن المنع كان سابقًا من قبل لجان هذه البلدات، واليوم سيصبح من قبل القانون.
وأضاف: "شهدنا في الداخل المحتل، في الماضي، قوانين عنصرية غير مباشرة، ولكن هذا القانون ينص بصريح العبارة وبلا استحياء على إقامة بلدات يهودية صافية ونقية من المواطنين العرب".
وحذر سويد؛ وهو نائب سابق في الـ "كنيست"، من أن هذا القانون يفتح الطريق أمام قوانين عنصرية أخرى تستهدف التضييق على الفلسطينيين والوجود الفلسطيني في الداخل.
وأردف: "في المقابل لا يوجد قانون يمنع اليهود من السكن في القرى والبلدات العربية، وحكومات الاحتلال بنت المئات من القرى والبلدات والمستوطنات اليهودية في الداخل الفلسطيني، ولم تبنِ بلدة عربية واحدة منذ عام 1948".
ونوه إلى أن حكومات الاحتلال "لم تقم بتوسيع مناطق النفوذ في القرى والمدن العربية، وهذا تسبب بضائقة سكانية خانقة في البلدات العربية، مما اضطر بعض المواطنين العرب إلى تقدم طلبات للسكن في المدن والتجمعات اليهودية السكنية الجديدة".
وأوضح حنا سويد: "العائلات العربية تفضل أن تعيش في التجمعات العربية، لكن إذا لم يكن ذلك ممكنًا فماذا يفعلون سوى التوجه للسكن في البلدات الجديدة؟".
ولقت الخبير الفلسطيني، إلى أن هذا القانون يشير إلى أن دولة الاحتلال مستمرة في ابتداع أساليب تمنع وصول العرب للمدن الجديدة، بحجة أنها ستكون مخصصة لليهود فقط.
وتابع: "نتيجة عمليات مصادرة الأراضي العربية لسنوات طويلة لم يبق عند العرب أراضٍ خاصة يسكنون عليها، ونتج عن ذلك نقص هائل بالأراضي عندهم".