أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطينجميل مزهر أن الجبهة ستعمل على تشكيل أوسع اصطفاف وطني ومجتمعي ليكون حاضنة للمصالحة ومواجهة كل محاولات تعطيلها، كخطوة تعبّد الطريق أمام تجسيد الوحدة الوطنية الحقيقية، وإعادة بناء المشروع الوطني الشامل على أسس كفاحية ووطنية مقاومة، ومواجهة المخططات والمشاريع التصفوية التي تستهدف قضيتنا الفلسطينية.
ودعا مزهر بضرورة التوقف فوراً عن التصريحات التوتيرية والتي تسمم الأجواء، وتضع العصي في دواليب المصالحة، والتي يمكن أن تعيدنا إلى مربع الفشل، لافتاً أن المصالحة الوطنية يجب أن تكون على طاولة الحوار الوطني الشامل، وبمشاركة وطنية من جميع القوى في متابعة جميع القضايا المتعلقة بالمصالحة وليس بالتراشق الإعلامي والاتهامات والسجالات.
واستهجن مزهر التصريحات الإعلامية من بعض القيادات لقضايا لم تناقش أو تطرح أصلاً في الحوارات، ومحاولة اختلاق موضوعات وقضايا خلافية تساهم في وضع العراقيل أمام تنفيذ المصالحة.
وقال مزهر: " المطلوب بشكل أساسي هو تنفيذ اتفاق القاهرة 2011، وما تم الاتفاق عليه في 12 أكتوبر الماضي بين فتح وحماس الذي تحوّل إلى اتفاق وطني، وكنا قد أعلنا خلال بيان للقوى الديمقراطية الخمسة على ضرورة تشكيل لجنة وطنية لمتابعة موضوع تطبيق المصالحة".
وأعرب مزهر عن أمله أن يشكّل وجود الوفد المصري في غزة ضامن لإنجاز المصالحة، ومراقبة ومتابعة تنفيذ الاتفاق، وتحديد الطرف المعطّل لها.
واستدرك مزهر قائلاً: " أنا مع استلام الوزراء لمهامهم ومسئولياتهم في قطاع غزة وتذليل كل العقبات أمامهم في القطاع، لكن هل المسئوليات فقط بالاستلام والسيطرة والتمكين؟".
وتابع :"نحن نحتاج للعمل من أجل تخفيف معاناة الناس في القطاع، وتعزيز صمودهم، وهذا يتطلب الرفع الفوري للإجراءات العقابية المفروضة على القطاع كخطوة إيجابية على طريق تنفيذ المصالحة، وانتشال شعبنا من مربعات الإحباط واليأس الذي تعزز بعد جولة الحوار الوطني الأخيرة في القاهرة".
وجدد مزهر تأكيده على ضرورة عدم ربط المسائل الإدارية المرتبطة بعمل الحكومة وطريقة استلامها لمهامها بالقضايا الأساسية للمصالحة، ومحاولة فرض ووضع شروط، لافتاً أن غزة ليست عبئاَ على أحد فهي ليست الصومال، بل هي رافعة للمشروع الوطني وجزء أصيل من الوطن.
وقال :" ولذلك يجب التعامل معها على هذا الأساس وأن نكافئ أهلنا في القطاع من خلال توفير مقومات الصمود لهم، وعلى ضرورة أن تضطلع الحكومة بدورها ومهامها ووضع خطة إنقاذ وتوفير حياة كريمة لهم وتعطيهم الأمل المفقود".