فلسطين أون لاين

​فاز بجائزة في "قرطاج السينمائي"

"غزة بعيونهن".. وثائقيٌ ينقل الصورة عبر "الطاقات الإيجابية"

...
مي عودة (أرشيف)
غزة - مريم الشوبكي

في فيلمها الأخير، بحثت عن غزة بعيون نسائها، نظرة بعيدة عن صورة الضحية والمرأة الضعيفة التي باتت راسخة في الأذهان، وجدت أن هناك طاقات إيجابية مبهرة في وسط هذا الركام ورائحة الحرب، والكثير من الملهمات اللاتي يؤكدن أن "غزة غير".

الفيلم هو "غزة بعيونهن"، الفائز بجائزة "التانيت البرونزي" عن فئة الفيلم الوثائقي القصير في مهرجان قرطاج السينمائي في نسخته الأخيرة، قبل نحو أسبوعين، وقد أخرجته الفلسطينية "مي عودة".

طاقات مبهرة

ويحاكي فيلم "غزة بعيونهن" قصص أربع نساء، إحداهن أنجبت أثناء الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، وناشطة نسوية تغلبت على مرض السرطان، بالإضافة إلى مصممة أزياء كسرت القيود المفروضة عليها مجتمعيا، وشابة تمتلك موهبة الغناء وتحاول أن تطور قدراتها في هذا المجال.

تحدثت المخرجة عودة، حول فكرة فيلمها "غزة بعيونهن"، قائلة: "الفيلم جاء نتاج مبادرة من مؤسسة (روزا لوكسمبرغ) في فلسطين، والتي ارتأت إنتاج فيلم وثائقي يتحدث عن النساء في غزة من منظور مختلف، بعيدا عن صورة الضحية والمرأة الضعيفة".

وأضافت في حوار مع "فلسطين": "راقت لي هذه الفكرة، والتي نفذتها في فيلمي الطويل الأول (يوميات) والذي صوّرته في غزة، وكانت هذه رؤيتي عن غزة، أن هناك طاقات إيجابية مُبهرة في وسط هذا الركام".

وتابعت: "وفي فيلم (غزة بعيونهن) تواصلت مع شريكتي في العمل، رهام الغزالي، وهي مخرجة وفنانة غزّية، مقيمة في غزة، شرحت لها الفكرة، وقد اتفقنا في البداية على أن تكون نقاشاتنا عبر برنامج (سكايب)، ليكون التواصل مع شخصيات الفيلم مباشرا، ولكن مع بداية التصوير اكتشفنا أن السيدات الأربع ملهمات، ولديهن ما يثري الفيلم، ولا حاجة لتدخلي عن بعد".

وأوضحت: "أنا ورهام كنا نبحث عن المدينة التي لا يعرفها أحد، المدينة الصلبة بقوة وطموح ساكنيها، لا المدينة المدمرة".

وبحسب عودة، فإن "الفيلم يقدم تحية خاصة لنساء غزة اللواتي لا يتحدث عنهن أحد، فالإعلام يتجه نحو تسليط الضوء على الضعيف، والذي لا حيلة له، أما من يتحدى ويمثل صورة إيجابية، فهو ليس مادة مغرية بالنسبة للإعلام".

وبيّنت: "(غزة بعيونهن) هو بمثابة تكريم لجميع النساء في غزة اللواتي يحاولن ترك بصمة فريدة للتغيير، والحب والنجاح، على الرغم من كل الصعوبات، فخلال العشرين دقيقة، هي زمن الفيلم، يتم إظهار أربع نساء، هن مغنية، ومصممة أزياء، وناشطة في مجال حقوق الانسان، وأم، وجميعهن برغم اختلافاتهن، يشتركن في أمر واحد، وهو الأمل بغدٍ أفضل".

اكتشاف غزة

وعبرت المخرجة عودة عن سعادتها لحصول "غزة بعيونهن" على إحدى جوائز مهرجان قرطاج، موضحة: "أظن أن لجنة التحكيم، شعرت بهذه النظرة الحميمة لنساء غزة، والتي لن أستطيع تحقيقها بدون رهام الغزالي وفريق الإنتاج والتصوير في غزة".

ولم يكن "غزة بعيونهن" الفيلم الوحيد الذي بحثت فيه ضيفتنا عن الحياة في غزة، إذ سبقته بفيلم "يوميات"، والذي تؤكد أنه سيظل فيلمها المميز، مهما أخرجت غيره من أفلام، لأنها من خلاله تعرفت على غزة وتعلمت أشياء كثيرة.

وقد أخرجت عودة أفلامًا عدّة، منها "يوميات من أجل أحلام أفضل"، و"البحث عن نابليون"، وأنشأت شركة "عودة للأفلام" في رام الله، لإنتاج وتوزيع الأفلام الوثائقية والروائية المستقلة في المنطقة.

لماذا اخترت غزة بالذات لتسلطي عدستك عليها؟، أجابت ضيفتنا: "منذ أن بدأت عملي في السينما، وأنا أحاول اكتشاف غزة بعدستي، فكان فيلمي الأول يوميات والآن غزة بعيونهن، وذلك لأني أشعر أن غزة لديها الكثير من القصص لتعطيها وتبوح بها".

وقد حصلت المخرجة عودة على عدة جوائز عن بعض أفلامها، كفيلم "يوميات" الذي حصل العديد من الجوائز، و فيلم "رسومات من أحلام أفضل، و"ازرقاق"، و"روشميا" و"جنود مجهولون".