قائمة الموقع

الآلاف من سكان شرق حلب ينتظرون استئناف "الإجلاء"

2016-12-17T09:00:51+02:00
جريح سوري من حلب ينتظر إجلاؤه إلى مستشفى تركي (أف ب)

ينتظر الألاف من المدنيين والمقاتلين وسط برد قارس وظروف مأساوية استئناف عملية إجلائهم السبت 17-12-2016 من مدينة حلب غداة تعليق اتفاق كان بدأ تطبيقه قبل ثلاثة أيام، إثر اتهام قوات النظام السوري الفصائل المعارضة بخرقه.

ففي آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب، أمضى الألاف من السكان وبينهم عدد كبير من الأطفال ليلتهم في حيي العامرية والسكري منتظرين أي إشارات لاستئناف عملية الإجلاء.

ونام كثير منهم في الشوارع أو دخلوا إلى المنازل المهجورة الفارغة من أي مقتنيات وأمضوا ليلتهم نائمين على الأرض في ظل تدني الحرارة إلى ستة درجات تحت الصفر.

ويعاني السكان من إرهاق وتعب شديدين عدا عن الجوع والعطش، ويقتات معظمهم على التمر ولا يجدون حتى مياهاً ملوثة للشرب.

وكان عدد كبير من السكان توجهوا أمس إلى حي العامرية للخروج ضمن الحافلات، وعمد كثيرون إلى إحراق مقتنيانهم وإتلاف ما كان متوفراً في منازلهم من طعام ومؤونة، باعتبار أنهم لن يعودوا، ليفاجأوا إثر ذلك بتعليق تنفيذ الاتفاق.

وقدر المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا أول أمس أنه لا يزال نحو 40 ألف مدني عالقين في حلب وما بين 1500 إلى خمسة آلاف مقاتل مع عائلاتهم.

ومنذ أول أمس، تم إجلاء نحو 8500 شخص بينهم ثلاثة آلاف مقاتل من مناطق سيطرة الفصائل في حلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بموجب اتفاق تم التوصل إليه برعاية روسية تركية.

وكان من المفترض أن تستمر عملية الإجلاء أياماً عدة، إلا أنه جرى تعليقها أمس بعدما اتهم الجيش السوري المقاتلين بخرق الاتفاق. وقال مصدر عسكري سوري أن تعليق عملية الإجلاء جاء إثر "إطلاق نار، ومحاولة أخذ مخطوفين (معهم من حلب الشرقية) ومحاولة تهريب أسلحة متوسطة في حقائب".

وأجبر مقاتلون موالون للنظام قافلة تضم 800 شخصاً صباح أمس على العودة أدراجها بعد انطلاقها من نقطة التجمع في حي العامرية.

وبحسب المرصد السوري، فإن تعليق الاتفاق جاء أيضاً إثر منع الفصائل خروج الجرحى والحالات المرضية من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين في محافظة إدلب (شمال غرب) المجاورة.

وتضمن الاتفاق وفق مصادر قريبة من دمشق إجلاء جرحى ومرضى من بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة.

و إثر عودة السكان الذين كانوا على متن القافلة، سادت حالة من الذعر في حي العامرية حيث كان الآلاف ينتظرون دورهم لمغادرة المدينة، وقد أضاعت العديد من العائلات أطفالها جراء الفوضى التي عمت تزامناً مع تقدم لقوات النظام على أطراف الحي.

وتواجه الفصائل المعارضة التي طمحت إلى الاطاحة بنظام الأسد، احتمال الهزيمة الكاملة في سوريا بعد خسارتها حلب، المدينة التي شهدت شوارعها تظاهرات ضخمة في العام 2011 ضد النظام قبل أن تتحول الى جبهة مقسومة بين شطرين، واحد تحت سيطرة النظام في الغرب وآخر تحت سيطرة المعارضة في الشرق.

اخبار ذات صلة