يبدو أن 14 عامًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي للأسير المحرر القيادي موسى زهران؛ لم تكن كافيةً للمحاكم الفلسطينية التي لم تتورع عن إدراجه مؤخراً في قائمة "الاعتقال السياسي".
حمزة زهران شقيق موسى؛ يتحدث لـصحيفة "فلسطين" بألمٍ كبير عن شقيقه المعتقل لدى أجهزة امن السلطة قبل ثمانية أيام: "مددوا اعتقال أخي لمدة خمسة ايام من قِبل المدعي العام الفلسطيني علماً أن مدة التمديد انتهت يوم الجمعة الماضي".
ويرى حمزة الذي أمضى احد عشر عاماً في سجون الاحتلال أن هذا الاعتقال لا يتناسب مع أجواء المصالحة و"عناق القادة" من الطرفين لا سيما أن المصالحة يجب أن تتجاوز بضع أشخاصٍ في غرفٍ مغلقة.
ويتابع توضيح فكرته: "نحن كعائلة مُعتقل سياسي معروفٌ بصيته وتاريخه النضالي على مستوى الوطن نرى أن المصالحة غير موجودة؛ ما رأيناه وحسب أن قوة من أجهزة أمن السلطة في الساعة الثالثة فجراً تقتحم البيت وتعتقل أخي من داخل المنزل؛ ومن ثم تم تحويله للمحاكمة بدون أي تهمة كما قال المحامي الموكل في متابعة قضيته".
ويضيف: "زوجته حامل وستلد بعد أقل من أسبوع، وهي كانت متزوجة من الشهيد زهران زهران ولها منه ثلاثة أولاد معتقلين حالياً لدى الاحتلال علماً أن جيشه لا يفارق منازل العائلة في قرية بدو؛ وفي كل أسبوع يحدث اقتحام وتدمير لمنازلنا، وبعد كل هذا تأتي اجهزة أمن السلطة وتعتقل شقيقي الذي دفع فاتورةً باهظة في سجون الاحتلال من عمره".
وطالب حمزة بضرورة الإفراج عن شقيقه نظراً لوضع زوجته الحامل، فهذا الحمل كان ينتظره شقيقه على أحر من الجمر؛ مشيراً إلى أن أجواء المصالحة وحوار القاهرة المرتقب وتلطيف الاجواء من المفترض أنها تهيئ للإفراج عنه".
ويشير إلى أن شقيقه موسى أُفرج عنه في آخر اعتقالٍ اداري استمر 27 شهرا في شهر مارس/ آذار الماضي، أما حمزة فقد أفرج عنه بعد أحد عشر عاماً من الأسر في سجون الاحتلال قبل ثلاثة أسابيع؛ في حين أن العديد من أشقائه وأبناء أشقائه يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلية.
ولفت أن وجع الاعتقال السياسي يتجاوز بكثير في ألمه وجع الأسر في سجون الاحتلال؛ موجهاً رسالة لكل من قادة حماس وفتح على حد سواء: "لتعلموا علم اليقين إن استمرار الاعتقال السياسي سيفرغ المصالحة من محتواها، وستكون عبارة عن شعارٍ فارغ لا قيمة له في نفوس الفلسطينيين".
أما الزوجة المكلومة سمّية زهران فتقول لصحيفة "فلسطين": "انتظر قدوم مولودٍ جديد وأعيش حالة انهيار بعد تقديم زوجي للمحاكمة؛ ماذا سأقول لبناتي اللاتي ينتظرن أخا لهن ووالدهن معتقل".
وعقّب النائب في المجلس التشريعي عن محافظة طولكرم فتحي القرعاوي بخصوص استمرار الاعتقالات السياسية في ظل اتفاق المصالحة وحوار القاهرة: "لم يعد هناك أي مبرر لأي اعتقال سياسي، وأطالب المتحاورين من الحركتين بحث ملف الاعتقال السياسي وضرره المباشر على مستقبل المصالحة؛ كيف لا وهو بمثابة صاعق مُفجّر لكل الأزمات".