قائمة الموقع

​قبل الالتحاق بالجامعة.. تجاوزت "عفاف" البطالة بـ"صبارة"

2017-11-23T08:13:25+02:00

شغفها وحبها الوراثي، ربما كان أساس إطلاق مشروعها "صبارة"، إذ اتجهت نحوه بدافع من هوايتها في تربية الصبار، ووظفت فيه حبّها للنبتة الغريبة التي يخشاها البعض.

مؤسسة مشروع "صبارة" عفاف مسعود، تدرس سنتها الجامعية الأولى في هندسة الديكور في جامعة الأقصى، أطلقت المشروع منذ ستة أشهر، أي بعد انتهائها من الثانوية العامة، ورغبت أن تشق طريقها العملي في هذا السن المبكر، وأن تعتمد على نفسها في تحمل تكاليف دراستها الأكاديمية.

هواية أبي

تقول الشابة ذات الـ18 عاما عن ولادة فكرة "صبارة": "في طفولتي، ومنذ أن بدأت أدرك ما حولي، وجدت أبي، وهو مهندس زراعي، يربي الصبار ويهتم بزراعة أنواع مختلفة منه في حديقة المنزل، وانتقلت هواية تربيته لي وأحببت زراعته والاعتناء به".

وتضيف لـ"فلسطين": "وبعد أن أنهيت الثانوية العامة، أطلقت المشروع معتمدة على نفسي، فاشتريت الصبار من المشاتل بالاتفاق مع أصحابها على دفع الثمن بعد البيع، ومن ثم بدأت بزراعته في حديقة المنزل".

لم تطلق مشروعها لأن أبواب الحصول على وظيفة سدت في وجهها، ولا لكي تشعر بقيمة الشهادة العلمية التي حصلت عليها، وإنما لاستثمار هوايتها بطريقة مبتكرة تُدر عليها دخلا يحقق لها الاستقلال المادي.

وتوضح: "ولكي أُرغّب الناس في شراء الصبار، بدأت بالبحث عن أفكار في تزيين الأصيص بحجارة ملونة، واستعنت بصديقات موهوبات في الخط، ليكتبن على الأصص بعض العبارات، بمقابل مادي".

وتبين أن مشروع "صبارة" حقق نجاحا ملحوظا، إلى جانب ربح جيّد مكنها من دفع أقساط فصلها الجامعي الأول.

الدعم العائلي

وتشير إلى أنها تهوى التصميم والديكور، وهذا دافعها نحو دراسته في الجامعة، بالإضافة إلى أنه يتناسب تماما مع مشروعها، موضحة: "مستقبلا إن لم أجد وظيفة في مجال الديكور، سأكمل في مشروع الصبار، لأن تخصصي يصب في هذا المجال".

وتؤكد أن دعم عائلتها لها هو أساس نجاح مشروعها، حيث تلقت تشجيعا كبيرا للمضي نحو إطلاق "صبارة"، إذ دعمها والدها بشراء كمية من الصبار تساعدها في بناء مشروعها، وساعدتها والدتها بطباعة بطاقات تعريفية لمشروعها، أما أخوها فاشترى لها أدوات عرض نباتات الصبار.

وتلفت إلى أنها بدأت مشروعها بحوالي عشر صبارات فقط، أنبتت بعض أنواعها، حتى تضاعف العدد ليتراوح بين 400 إلى 500 صبارة، وتمتلك حاليا حوالي 40 نوعا، تزرعها في حديقة منزلها، مستفيدة من كل أنحاء المنزل، فهي تضع بعضا من نباتاتها على الشرفة، وأخرى على سطح المنزل.

وعن مميزات الصبار، ذكرت أنه يعيش فترة طويلة، ويتحمل أي ظروف مناخية، ويزيد عمره كلما تأخر ريّه بالماء، لأنه نبات صحراوي وينبت في مناطق الجفاف، والعمل فيه ناجح لأنه سعر الصبارة يزيد بزيادة عمرها.

وتبيّن أن أسعار معروضاتها من الصبار، تبدأ من سبعة شواكل فأكثر، وتختلف أسعارها حسب نوعها وعمرها.

أنواع نادرة

وتقول: "أكثر الأسئلة التي تنم عن استغراب الناس من نبتة الصبار وأشكالها المميزة، (هل الصبار طبيعي أم صناعي؟)، فبعض الأنواع تكون قمتها مخملية حتى يظنها الرائي مصنعة لا طبيعية، وبعض الصبارات تزهر ورودا في قمتها بألوان مختلفة، وهي ورود جميلة جدا، وبعضها تتفتح في النهار وتنغلق، أو العكس، ومنه ما يتكون من نبتتين منفصلتين يتم تركيبهما فوق بعضهما وتعطيان في النهاية شكلا رائعا".

وتضيف: "الصبار عالم واسع وغريب، وليس مجرد نبتة خضراء، أنواعه كثيرة ولكل منها صفات مختلفة، فبعض أنواعه يصل ثمنها إلى مليوني دولار، ومنه ما لا يزهر إلا بعد عشرين سنة"، لافتة إلى أن أسماء بعض الأنواع تثير الضحك مثل "كرسي حماتي"، وهذا النوع يتميز بأشواكه الكثيفة والطويلة.

وأوضحت أنه في قطاع غزة يوجد أكثر عن 2000 نوع من الصبار، وعالميا هناك ما يزيد على خمسة مليارات نوع.

ونوهت إلى أنها لا تمتلك محلا لعرض منتجاتها، بل تعتمد على تسويق منتجاتها عبر صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وعرض بعضها في مراكز تجارية، بالإضافة إلى مشاركتها الدائمة في المعارض.

وبالإضافة إلى نبتة الصبار، تهتم ضيفتنا بتربية نباتات الظل التي توضع في البيوت كشجرة "الأوركيد" والتي لا تحتاج لأشعة الشمس، وهي تهوى تنسيق الحدائق، وتقوم بهذا العمل لمن يطلب منها، وتعلمت أصوله عن طريق قراءة الكتب وتصفح مواقع الإنترنت.

وعن طموحها المستقبلي، تقول الشابة عفاف: "أطمح لإنشاء معرض ومشتل يحمل اسم صبارة، حتى أتمكن من عرض أنواع الصبار والأشجار الأخرى فيه، وهذا ما لا أستطيع فعله حاليا لتكاليف استئجار المكان".

اخبار ذات صلة