يوافق اليوم الذكرى السنوية السابعة عشرة لـ "معركة الفرقان" البطولية، التي تصدت فيها المقاومة الفلسطينية للعدوان الصهيوني الغادر على قطاع غزة عام 2008.
فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه بإسقاط حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، واستعادة الجندي الأسير آنذاك لدى المقاومة "جلعاد شاليط"، وهو الفشل ذاته الذي صاحبه في معركة "طوفان الأقصى" المباركة.
وفي 27 ديسمبر/كانون الأول 2008، بدأ الاحتلال الإسرائيلي حربا على قطاع غزة أطلق عليها اسم "عملية الرصاص المصبوب"، وردت عليها المقاومة الفلسطينية في القطاع بعملية سمتها "معركة الفرقان".
وكان الهدف الذي وضعته قيادة الاحتلال لهذه الحرب هو "إنهاء حكم حركة حماس في القطاع"، والقضاء على المقاومة الوطنية الفلسطينية ومنعها من قصف "إسرائيل" بالصواريخ، والوصول إلى المكان الذي تخبئ فيه المقاومة الأسير جلعاد شاليط.
استمر العدوان الإٍسرائيلي 23 يوما، حيث توقف في 18 يناير/كانون الثاني 2009، واستخدم فيه الاحتلال أسلحة محرمة دولية مثل الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، وأطلق أكثر من ألف طن من المتفجرات.
ورغم انتهائها ومرور سنوات عليها، لم يعاقب قادة الاحتلال الاسرائيلي على جرائمهم في حق القطاع وسكانه، رغم إقرار منظمات دولية وحقوقية في تقاريرها بوقوع جرائم حرب بحق المدنيين الفلسطينيين.
وخلال الحرب استهدفت "إسرائيل" كل المرافق الحيوية في القطاع إضافة إلى المدارس والجامعات والمساجد والمستشفيات والمراكز الطبية، ومراكز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ومنها مدرسة الفاخورة في جباليا شمال غزة التي تم استهدافها في السادس من يناير/كانون الثاني 2009 بقنابل الفسفور الأبيض الحارقة، مما أدى إلى استشهاد 41 مدنيا وإصابة العديد بجروح وحروق.
المقاومة الفلسطينية بدورها استهدفت في هذه الحرب الغلاف الاستيطاني المحيط بغزة (نحو 17 كيلومترا) بنحو 750 صاروخا، وصل بعضها لأول مرة إلى مدينتي أسدود وبئر السبع.
أسفرت هذه الحرب عن أكثر من 1430 شهيدا فلسطينيا، منهم أكثر من 400 طفل و240 امرأة و134 شرطيا، إضافة إلى أكثر من 5400 جريح. ودمرت أكثر من 10 آلاف منزل دمارا كليا أو جزئيا.
ورغم استعمال الاحتلال الأسلحة المحرمة دوليا والأسلحة الفسفورية- فإنه فشل في تحقيق أهدافه، بل تعرض لخسائر كبيرة إذ قتل منه حوالي مئة شخص من بينهم 48 جنديا بحسب المقاومة، فضلا عن إصابة أكثر من أربعمئة وحالة الرعب النفسي التي اجتاحت الاحتلال والمستوطنين، والخسائر المادية التي قدرتها بعض الدراسات بـ2.5 مليار دولار.