قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات التابعة للرئاسة المصرية، ضياء رشوان، إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى إلى عرقلة تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي.
وأوضح رشوان، في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، أن نتنياهو يحاول دفع الأحداث نحو تصعيد إقليمي خارج إطار غزة، مستغلًا حالة التوتر في العلاقات الأمريكية الإيرانية، على أمل جرّ واشنطن إلى مواجهة مع طهران، بما قد يؤدي إلى إعادة إشعال الأوضاع في غزة وإفشال الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأشار رشوان إلى وجود ما "فيتو أمريكي" واضح يمنع تجدد الاشتباكات في قطاع غزة، لافتًا إلى أن جميع المؤشرات تؤكد أن الإدارة الأمريكية حسمت موقفها لصالح بدء المرحلة الثانية من الاتفاق مع مطلع شهر يناير المقبل.
وأضاف أن استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس حكومة الاحتلال في التاسع والعشرين من ديسمبر الجاري قد يشكّل إشارة الانطلاق الفعلية للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، دون أي لبس أو تأجيل.
واكد رشوان أن الوثيقة الوحيدة التي حملت اسم ترامب في السياسة الخارجية الأمريكية خلال العام الجاري كانت خطة وقف إطلاق النار في غزة، ما يعكس، بحسب رأيه، مركزية هذا الملف في أولويات الرئيس الأمريكي.
وفيما يتعلق بالعقبات المحتملة أمام المضي قدمًا في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أوضح رشوان أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى إلى إعادة صياغة المرحلة الثانية من الاتفاق، ومحاولة حصرها في مطلب نزع سلاح المقاومة، وهو بند غير وارد في نص الاتفاق الأصلي، وتدرك الولايات المتحدة حدوده جيدًا.
وأشار رشوان إلى وجود مساعٍ إسرائيلية لإقحام قوة حفظ الاستقرار في مهام لا تدخل ضمن تفويضها، وعلى رأسها مسألة نزع السلاح، مؤكدًا أن مثل هذه الطروحات لن تحظى بموافقة الدول المشاركة في هذه القوة، كونها تتجاوز طبيعة التكليف المتفق عليه.
وأكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أن محاولات نتنياهو قد تؤدي إلى تأخير أو إبطاء تنفيذ المرحلة الثانية، لكنها لن تنجح في وقفها أو إفشالها، في ظل الإصرار الأمريكي على المضي قدمًا، والمعرفة المسبقة والدقيقة بتفاصيل الاتفاق وسقوفه السياسية والأمنية.
وفي سياق متصل، تطرق رشوان إلى مساعي الاحتلال المتكررة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا الطرح يراود فئات واسعة من النخبة والمجتمع الإسرائيلي، لا سيما التيارات الأكثر تطرفًا ويمينية، باعتباره خيارًا دائم الحضور في العقلية الإسرائيلية.
وأضاف أن الرهان الإسرائيلي في المرحلة السابقة كان يقوم على افتراض عدم إلمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعقيدات المنطقة، عندما جرى الحديث قبل أشهر عن مشاريع تهجير أو تحويل غزة إلى ما يسمى "ريفييرا"، إلا أن هذا التصور تبدّد لاحقًا.
وأوضح رشوان أن الاتصالات المكثفة التي جرت، خصوصًا مع الدول الوسيطة وعلى رأسها مصر، إضافة إلى الدول الثماني المعنية بالملف، أسهمت في توضيح أبعاد وخطورة التهجير للرئيس الأمريكي، ما انعكس في خطته التي أكدت بشكل صريح عدم إجبار أي فلسطيني على مغادرة قطاع غزة، مع الإقرار بحق كل من يغادر طوعًا في العودة إلى وطنه.