من الغريب أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة بحق المدينة العتيقة وأهلها تُلهم الشباب المقدسيين باستمرار للتفكير خارج الصندوق حتى باتت الأفكار الجميلة تتطاير في الآونة الأخيرة.
وأمام انتهاكاتٍ ترمي إلى تفريغ القدس من أهلها كي يسحقوا عروبة المدينة وإسلاميتها، فإن الفتاة المقدسية نوال إشتية بادرت بـتقديم "صورتك بالقدس حلوة"؛ فالتصوير نقطة قوتها ومجال إبداعها، مُحاولةً إيصال رسالةٍ حول أهمية الوجود الدائم في أحياء القدس وأزقتها وأبوابها، ولا سيما عند باب العمود؛ ومن هنا قفزت هذه المبادرة إلى رأسها لالتقاط الصور للمقدسيين بزوايا مختلفة.
وقالت اشتية في حديثٍ لــ"فلسطين": "تأتي هذه المبادرة بالتعاون بين مشروعي "ذكريات" عبر أستوديو متنقل، ومشروع مقدسي آخر "بسطة تصوير"، وذلك بعدساتٍ مقدسية من أمام أهم باب من أبواب مدينة القدس وهو باب العمود بهدف تعزيز وجود المقدسيين في شوارع القدس وساحاتها وأبوابها".
ولفتت إلى أن دعوة المشاركة مفتوحة أمام جميع المصورين، وأهالي مدينة القدس لتوثيق أجمل اللحظات بحضور الأهل وبوجود الأصدقاء بعين مقدسية.
وحسب اشتية فإن الفكرة ولدت من خلال ملاحظتها للهاشتاقات التي تطلق من قبل النشطاء المقدسيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتناول القدس سعيًا إلى دعمها بطرقٍ مختلفة مثل وسم "القدس بالليل حلوة"، ما شجعها على أن تكون لها طريقتها الخاصة في دعم القدس ألا وهي التصوير.
وأشارت إلى أنها ليست مبادرة قائمة على أنشطة أو فعاليات، فكل ما في الأمر أنهم كمصورين مقدسيين سيحملون كاميراتهم ويقضون وقتهم في ساحات الأقصى وعلى أبوابه ليوثقوا لحظات لا تنسى للزوار.
اختارت هذه الفتاة منطقة باب العمود ليكون خلفيةً لكل الصور ولكن من زوايا مختلفة، علمًا أن إقامة أنشطةٍ عامة وتجمعات في هذه المنطقة غير مسموحٍ به من قِبل سلطات الاحتلال، وأي تجمعاتٍ حتمًا ستعمل على لفت الأنظار؛ ما سيضطر إلى أخذ تراخيص من الاحتلال؛ وهذا ما دفعها مع زملائها بالاقتصار على التصوير.
ولا تخفي قلقها من تدخل الاحتلال وعرقلة المبادرة، معربةً عن أملها في أن تنجح بالتقاط أكبر عددٍ من الصور التي توثق لحظات المقدسيين وتظهر قدسية المكان.