استنكر البابا لاوون الرابع عشر الأوضاع الإنسانية القاسية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، وذلك خلال عظته في قدّاس عيد الميلاد، في خطابٍ مباشر وغير مألوف ضمن طقوسٍ تُقام عادةً في أجواء روحانية هادئة.
وتساءل البابا، وهو أول "حبر أعظم" من الولايات المتحدة، قائلاً: "كيف يمكننا ألا نفكّر في الخيام في غزة، التي بقيت لأسابيع مكشوفة أمام المطر والرياح والبرد؟".
وخلال القداس الذي أُقيم في كاتدرائية القديس بطرس، أشار البابا إلى ما خلّفته الحروب من دمارٍ وجراحٍ مفتوحة، متوقفًا عند هشاشة أوضاع المدنيين العزّل الذين دفعوا ثمن النزاعات المتواصلة، مؤكّدًا أن ما يحدث في غزة يُجسّد هذا الألم الإنساني بأوضح صوره.
وليست هذه المرة الأولى التي يخصص فيها البابا لاوون الرابع عشر حديثه لمعاناة قطاع غزة، إذ جدّد في مناسبات عدة دعوته إلى وقف الحرب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، مشددًا على ما يتعرض له الأطفال والعائلات من ويلات الحصار والجوع.
وخلال حفل تنصيبه الرسمي في ساحة القديس بطرس في مايو/أيار الماضي، نبّه إلى تفاقم أزمة الجوع في غزة، قائلاً: "لن ننسى إخوتنا الذين يعانون ويلات الحروب؛ الأطفال والعائلات والمسنين الذين نجوا بصعوبة من الموت في غزة يواجهون اليوم خطر الجوع".
في السياق ذاته، أحيا المسيحيون الفلسطينيون مساء الأربعاء "قدّاس عيد الميلاد" في كنيسة العائلة المقدسة شرقي مدينة غزة، بعد مرور عامين على حرب الإبادة.
وأُقيمت الصلاة داخل مجمع دير اللاتين (الكاثوليك)، في محاولة لاستعادة شيء من رمزية العيد الدينية والإنسانية، رغم ثقل الدمار والفقد الذي لا يزال يخيّم على تفاصيل الحياة اليومية في القطاع.
ويواصل سكان غزة العيش في ظروف إنسانية شديدة القسوة، في ظل الخروقات اليومية لوقف إطلاق النار، واضطرار الغالبية للإقامة في خيام مهترئة أو بقايا منازل مدمّرة، مع استمرار منع سلطات الاحتلال إدخال البيوت المتنقلة، ما يزيد من تفاقم المعاناة مع اشتداد برد الشتاء.