لا يبدو هلال المصالحة واضحًا أمام سبع عائلات فلسطينية في قلقيلية شمال الضفة الغربية، تشتكي من تقديم أبنائها إلى محاكم الصلح التابعة للسلطة الفلسطينية قبل أيام، على خلفية انتماءاتهم السياسية.
"لؤي داود" (44 عامًا) هو أحد أولئك المعتقلين المحاكمين، أمضى في سجون الاحتلال ما يقارب (12) عامًا، ويعاني من مرض خطير في عينيه ويحتاج إلى زراعة قرنية، إضافة إلى أنه مريض بالسكر والضغط.
لا تتوقف والدته الحاجة "أم بلال" عن الدعاء له بالفرج والحرية القريبة، وتقول لـ"فلسطين": "أنا أعيش لحظات صعبة وقاسية؛ فابني بين سجون الاحتلال وسجون السلطة؛ فقبل سبعة أشهر تحرر من الاعتقال الإداري مدة عام ونصف، واليوم معتقل لدى السلطة منذ أكثر من شهر".
وتبين أن الاحتلال عرض في وقت سابق على نجلها الإبعاد مدة خمس سنوات خارج الأراضي الفلسطينية، لكنه رفض، مستنكرة أن تعتقله السلطة عقب ذلك من داخل منزله وعرضه على المحكمة لمحاكمته.
وتتساءل "أم بلال": "ما معنى وجود مصالحة ولقاءات بين قادة حماس وفتح، وابني الذي يجب أن يكرم بسبب وطنيته يعتقل ويحاكم؟!، فنحن لا نلمس أي اختلاف بين ما قبل المصالحة وما بعدها، ونعيش اللحظات العصيبة نفسها بسبب الاعتقال والمحاكمة، والأصل أن يكون هناك اختلاف".
أما والدة المعتقل صالح أبو صالح فتقول: "ابني صالح يعاني من مرض في الأعصاب، وتنتابه نوبات صرع قوية، ولديه أولاد مرضى في الكلى يحتاجون إلى متابعة طبية ورعاية صحية، ووجعنا يتوزع على أطفاله المرضى ومرضه داخل المعتقل عند أجهزة السلطة".
وتبين أنه قبل أيام عرض على المحكمة للمحاكمة ومدد اعتقاله مع مجموعة من المعتقلين، وتضيف: "عندما علمت بوجوده في المحكمة شعرت بألم وحزن شديدين، وبكيت بكاء شديدًا على حالة ابني المريض هو وأطفاله".
وتتابع الوالدة الحزينة على ابنها المعتقل وحال أطفاله المرضى: "يا قادة المصالحة، تحركوا، فنحن ندفع الثمن، فهل من سامع؟!".
أما والد الشيخ الداعية مجاهد نوفل من قلقيلية المعتقل ابنه منذ قرابة الشهر فيقول لـ"فلسطين": "ابني مكث في الاعتقال الأخير بسجون الاحتلال قرابة العامين، وبعد مدة وجيزة اعتقل على ذمة المحافظ، وما زال معتقلًا ويسمح لنا بزيارته، ولم توجه إليه أي تهمة".
ويضيف: "إني لا أتفهم اعتقال نجلي في هذا الظرف الذي تعقد فيه لقاءات وحوارات مصالحة، فابني منع سابقًا من الخطابة في مسجده الذي يؤم به مع أنه موظفًا في وزارة الأوقاف، واليوم يعتقل دون تهمة تذكر".
ويطالب الجميع بالعمل على وقف هذا الاعتقال لأبناء الشعب الفلسطيني، قائلًا: "فالاعتقال ينغص علينا، ويجعلنا نعيش الحزن الدائم على الأبناء، فما ذنب الأطفال أن يحرموا آباءهم؟!، ألا يكفي ما يقوم به الاحتلال من اعتقال ومداهمة وإذلال؟!".