قائمة الموقع

قوة استقرار دولية وفق المشيئة الفلسطينية

2025-12-19T08:23:00+02:00
فلسطين أون لاين

لم ينتصر العدو الإسرائيلي في حربه ضد أهل غزة، ولم يهزم المقاومة، ولم ينزع سلاحها بدباباته وطائراته، ولم يركع أهل غزة لشروط العدو، رغم الدمار والخراب والمحرقة الصهيونية، فما زالت غزة تحكم نفسها بنفسها، وما زالت حركة حماس تدير شؤون الناس بالشكل اللائق والرائع، وما زال أهل غزة يبتسمون لرؤية رجال سهم ورجال الردع، ورجال الشرطة والمكافحة وضبط الأمن، أو أي قوات فلسطينية تحفظ الوجود، وما زالت غزة الغارقة في برك مياه الأمطار تطفو على سطح الأمن الذي استتب، واستقر، وما زال الحياة تمشي على ما يرام في المناطق التي لم يستطع جيش العدو السيطرة عليها.

لقد اجتمعوا في الدوحة عاصمة دولة قطر القريب والبعيد، والمحب والكاره لغزة، والصادق والمنافق في السياسة، اجتمعوا للخروج بموقف موحد من قوة الاستقرار التي سيشكلها مجلس السلام الذي سيشكله ترامب، لإدارة الحياة في غزة، اجتمعوا عشرات الدول من الشرق والغرب والشمال والجنوب، من العرب والغرب، ومن المسلمين والمسيحيين، وخرجوا بقاعدة عمل واحدة، تقول:

لن تكون قوة الاستقرار سلاحاً فتاكاً في يد الجيش الإسرائيلي، لتتمم قوة الاستقرار المهمة القذرة التي عجز عن تحقيقها الجيش الإسرائيلي، فلم توافق أي دولة على المشاركة في نزع سلاح حماس، ولم توافق أي دولة ـ حتى أصدقاء الصهيونية ـ لم توافق أي دولة على دخول المناطق التي لم يدخلها الجيش الإسرائيلي، وكان شرط الجميع هو حلول قوة الاستقرار محل القوة الإسرائيلية المنسحبة من المنطقة الصفراء من قطاع غزة، على أن تكون مهمة قوة الاستقرار هي الفصل بين أهل غزة ومقاومتهم، وبين جيش العدو الصهيوني.

مؤتمر الدوحة الذي غابت عنه تركيا أوصل رسالته لكل الأطراف المعنية في لجم الصراع، وعدم تجدد المواجهات، والذي يقوم على ضرورة مشاركة تركيا وقطر، كضامن للاستقرار في المنطقة، وان الكثير من الدول لن تشارك بقوة الاستقرار طالما لا تشارك بها تركيا، وهذا الموقف يتعارض مع الموقف الإسرائيلي، وازعم أن هذه افصح رسالة إلى الرئيس الأمريكي الذي يهمه في هذه المرحلة تشكيل قوة الاستقرار، ويتوجب عليه الضغط على العدو الإسرائيلي للاعتراف بان الأمور في غزة لا تسير وفق الأطماع الصهيونية، ولن يجد جيشاً في مستعداً للمشاركة في المحرقة في غزة، خدمة لأطماع الصهاينة.

تشكيل قوة الاستقرار الدولية هي الخطوة الأولى لتشكيل مجلس السلام الأمريكي، فدون قوة الاستقرار لا قيمة فعلية على الأرض لمجلس السلام، لذلك فإن تعثر تشكيل قوة الاستقرار يعني تعثر الخطة الأمريكية، وهذا الذي سيملي على الرئيس الأمريكي أن يمارس الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن يقر بالحقائق الميدانية، وما يمليه الواقع، وهو عدم القدرة على تدمير المقاومة، واستحالة نزعه سلاحها، ولا يمكن تمرير مشاريع التهجير والإبادة ضد أهل غزة.

غزة الصامدة الصابرة، تنتظر أياماً مصيرية من تاريخها، وغزة التي صمدت في وجه الجوع والخوف والترويع والقصف والخسف والموت المتساقط كالمطر، سيصمد في هذه الأيام تحت عواصف المطر، وهي تزرع شجرة الحرية والمستقبل المبشر بزوال الخطر.

اخبار ذات صلة