صدر في قطاع غزة، مؤخرًا، العدد الإلكتروني الأول من مجلة وعي الطوفان، والتي تتضمن عدة فصول يتركز اهتمامها بالقضية الفلسطينية، وحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة التي بدأها جيش الاحتلال يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واستمرت 734 يومًا، مخلفة أكثر من 70 ألف شهيد، وما يزيد عن 170 ألف جريح.
وأفادت الصحفية سمر حمد، من فريق تحرير المجلة، أن وفان، ستنتظم بدورية صدور بواقع عدد إلكتروني كل شهرين، "وذلك لأن الوعي لا يُنتج على عجل، ولأن هذه المرحلة تستحق قراءة متوعي الطأنية لا اللهث خلف الحدث." وفق قولها.
وأضافت حمد، لـ "فلسطين أون لاين"، أن "المجلة تمنح الزمن حقه، وتمنح الفكرة عمقها، وتهتم بالقارئ الذي لا يكتفي بالعناوين."
وحول القضايا التي تركز عليها المجلة، قالت حمد: إن "المجلة تهتم بالقضية الفلسطينية بوصفها قضية عصر لا ملفًا سياسيًا معزولًا، وتكتب عن الإبادة في غزة بوصفها جريمة كونية لا مجرد مأساة محلية، وكذلك المقاومة باعتبارها تعبيرًا إنسانيًا وأخلاقيًا عن رفض الفناء وانهيار السردية الصهيونية وتحول الضمير العالمي."
كما تركز المجلة على دور المثقف والإعلام، والكلمة الحرة في زمن الاصطفاف القسري، مضيفة، إنها "مجلة تسأل العالم: كيف يرى؟ ولماذا يصمت؟، في إشارة واضحة إلى الصمت العالمي تجاه جرائم الاحتلال بغزة والأراضي المحتلة.
كما تتضمن المجلة قضايا تختص بتنمية الوعي الشبابي الفلسطيني والعربي.
وفيما يتعلق بأهداف إصدار المجلة، قالت حمد: "صدرت وعي الطوفان لأن الصمت لم يعد موقفًا، والحياد صار انحيازًا للجلاد، وفي زمن تُرتكب فيه المجازر على الهواء مباشرة، وتُشوَّه الحقيقة بدمٍ بارد، جاءت المجلة لتقول: نحن هنا لنحرس الوعي، ونمنع تطبيع القتل في اللغة، ولنثبت أن فلسطين ليست حدثًا، بل بوصلة أخلاقية للعالم كله."
ونبَّهت إلى أن المجلة تؤكد أيضًا على أن "طوفان الأقصى لم يكن حدثًا عابرًا، وإنما حدثًا مفصليًا له ما بعده، ويجب أن يستثمر ويبنى عليه."
وأشارت حمد إلى أن رسالة الفريق القائم على المجلة ويهدف لإيصالها، مفادها أن "المعركة لم تبدأ في السابع من أكتوبر، ولن تنته بوقف إطلاق نار، فالمعركة على الوعي والذاكرة، وعلى تعريف الإنسان والعدالة." كما قالت.
وأكملت حديثها: "تسعى المجلة إلى إعادة الاعتبار للكلمة بوصفها موقفًا، وللمثقف بوصفه شاهدًا لا متفرجًا، ولتقول إن الانحياز لفلسطين ليس عاطفة بل واجب أخلاقي ومعرفي."
وزادت في قولها: إن "مجلة وعي الطوفان لا تُبنى على فصول تحريرية تقليدية بقدر ما تُبنى على مسارات وعي، فكل فصل فيها هو نافذة على جانب من معركة الرواية والمعنى."
كما تضم المجلة قراءات سياسية واستراتيجية تتجاوز التحليل السطحي، وكذلك فصل الهوية والوعي حيث تُستعاد الذاكرة الفلسطينية، واللغة، والانتماء، على اعتبار أنها أدوات مقاومة.