قائمة الموقع

بغرفة طينية.. الشاب عطا الله يوجد بديلًا للحياة المرهِقة في الخيمة

2025-12-17T19:06:00+02:00
الشاب عطا الله
فلسطين أون لاين

العودة بالزمن بضع عشرات من السنين كانت الحل الذي وجده الشاب جعفر عطا الله لإيجاد إعادة إعمار مؤقتة في قطاع غزة، بعيدًا عن الخيام التي لا تقي حرّ الصيف ولا برد الشتاء، عبر استحضار نموذج البيوت الطينية التي كانت سائدة في القطاع قبل دخول الإسمنت إليه.

وبدأ عطا الله بنفسه، إذ شرع منذ قرابة شهر في إنشاء غرفة من الطين لتكون بديلًا عن الخيمة المصنوعة من القماش، قائلًا: "أجيد التعامل مع الطين بحكم خبرتي في صناعة الفخار التي استقيتها من آبائي وأجدادي، حيث كنا نمتلك مصنعًا للفخار في شمال قطاع غزة".

ويضيف: "بعد اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة نزحنا من الشمال، ودمر الاحتلال مصنعنا، واضطررنا للعيش في الخيام في المحافظة الوسطى".


 

وأمام المعاناة القاسية للحياة داخل الخيام، قرر الشاب عطا الله إنشاء غرفة من الطين، وبدأ العمل عليها عبر خلط الطين بالماء، وتشكيل مكعبات تشبه الحجارة، ثم تركها لتجف تحت أشعة الشمس، قبل استخدامها في البناء.

ويشير عطا الله إلى أن عملية البناء يجب أن تتم بإشراف هندسي لضمان متانة المنشأة وسلامة التأسيس، موضحًا: "جرّبنا العيش في الغرفة، ورغم عدم اكتمالها، فإنها لم تتأثر إطلاقًا بالمنخفض الجوي، فهي متينة جدًا، والجو بداخلها دافئ شتاءً وبارد صيفًا".

ويبعث عطا الله برسالة إلى المؤسسات المانحة في قطاع غزة مفادها أن توزيع الخيام على النازحين لا يمثل حلًا مستدامًا، بل يشكّل ضررًا على المدى البعيد، داعيًا إلى البحث عن بدائل أكثر أمانًا مثل الغرف الطينية، قائلًا: "الخيمة لا تصلح للمعيشة لسنوات؛ فهي مصممة فقط لنزهة لمدة أسبوع أو أسبوعين، وهذا ما تجسّد خلال الشتاء الحالي حين تطايرت خيام النازحين بفعل شدة الرياح".

ويبيّن عطا الله أن الغرف الطينية يمكن أن تشكّل بديلًا جيدًا للخيام لعدة سنوات إلى حين إعادة الإعمار، مضيفًا: "نستطيع أنا وعائلتي إنجاز العشرات من هذه البيوت إذا توفّر لنا دعم من المؤسسات الداعمة".

ويكشف عطا الله عن قدرته على إنشاء غرف أكثر تطورًا مصنوعة من الفخار، قائلًا: "لكننا فقدنا المعدات التي كانت لدينا قبل الحرب، ولو تم توفير الدعم يمكننا إعادة تصنيع تلك المعدات، مثل فرن الطابون ومكبس الطوب الحراري".

وتابع: "نحتاج إلى بركس بمساحة خمسة دونمات، وخط كهرباء، وكميات كبيرة من الطين الذي يزخر به قطاع غزة، إلى جانب عدد من العمال، وعندها يمكننا صناعة بيوت من الفخار تعيش لآلاف الأعوام".


 

ويوضح أن بيوت الفخار تمتاز عن بيوت الطين بإمكانية إنشاء منزل كامل منها، بأعمدة فخارية، وباستخدام كميات قليلة جدًا من الإسمنت، في حين يقتصر البناء بالطين عادة على إنشاء غرفة واحدة.

اخبار ذات صلة