قائمة الموقع

مشروع ترامب لغزة يصطدم بعقبات كبيرة واستبعاد بلير يكشف أزمة الخطة الأميركية

2025-12-12T15:24:00+02:00
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تتواصل التحركات الأميركية حول غزة في ظل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه الكشف قريبا عن أسماء قادة العالم المشاركين في فيما يسمى "مجلس السلام"، وتسريبات حول تعيين جنرال أميركي لقيادة ما يسمى "قوة الاستقرار الدولية".

وسط هذا المشهد، يقدم الخبير في الشؤون السياسية والأميركية الدكتور نعيم الريان قراءة لمستقبل الخطة الأميركية، معتبرا أنها مشروع انتدابي جديد لا يستند إلى أي أساس قابل للحياة، وأن المقاومة الفلسطينية قادرة على تفكيك مراحلها وإفشال أهدافها في النهاية.

خطة تمضي نحو الفشل

ويقول الدكتور نعيم الريان، لصحيفة "فلسطين"، إن مشروع ترامب سيتقدم إلى حد معين قبل أن يصطدم بعقبات كبيرة تمنعه من الاستمرار كما تصورته الإدارة الأميركية.

ويشير إلى أن وقف إطلاق النار في غزة كان ضرورة إنسانية ملحة للمقاومة بسبب معاناة المواطنين في القطاع خلال سنتي حرب الإبادة، لا نتيجة نجاح سياسي لخطة ترامب.

ويؤكد أن الخطة الأميركية جاءت لتجنب الاحتلال والإدارة الأميركية هزائم سياسية وأخلاقية ودبلوماسية متراكمة على مستوى العالم.

ويقول الريان، إن الضغوط الشعبية العالمية المتزايدة ضد الاحتلال وضعت واشنطن في موقف منفرد ومحرج بسبب دعمها المفتوح له.

ويعتبر أن حرب الإبادة التي شنها الاحتلال أحرجت أنظمة عربية قريبة من واشنطن، وأضعفت قدرتها على تبرير مواقفها أمام شعوبها.

ويرى أن الخطة الأميركية جاءت اضطراريا لإكمال مشروع الاحتلال ولكن بصيغ مختلفة لا تعالج جذور الصراع ولا أساساته.

انتداب مفروض.. وتجربة فلسطينية ترفض التكرار

ويصف خطة ترامب بأنها صيغة انتدابية مرفوضة، وفاشلة منذ لحظتها الأولى في معالجة المأزق السياسي للصراع. مشددا على أن الوضع الوطني الفلسطيني لن يسمح أبدا بتمرير انتداب جديد على غزة تحت أي مسمى.

ويؤكد أن التجربة الفلسطينية الطويلة مع المشاريع الاستعمارية تجعل من المستحيل قبول أي هيكل حكم خارجي أو دولي مفروض.

ويشير إلى أن إعلان ترامب عن "مجلس السلام" لا يغير جوهر الخطة التي تهدف لطمأنة الاحتلال وترتيب مصالحه.

ويرى أن تعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار يعكس رغبة واشنطن في ضمان السيطرة وليس في حل الصراع.

ويعتبر أن الخطة تخلو من أي مسار يضمن نهاية مقبولة تحقق الحقوق الفلسطينية.

أزمة قبول دولي.. واستبعاد بلير تأكيد للفشل

ويؤكد الريان - وهو أستاذ للعلوم السياسية لسنوات طويلة في جامعات أمريكية- أن العديد من الدول التي أظهرت تأييدا للخطة فعلت ذلك خوفا من الاصطدام بالإدارة الأمريكية.

ويضيف أن استمرار العدوان الإسرائيلي دفع حكومات عديدة إلى اتخاذ مواقف اضطرارية لحماية شرعيتها المهتزة داخليا. مشيرا إلى أن تعقيدات الإقليم وتضارب مصالح الأطراف المختلفة تجعل تنفيذ خطة ترامب شبه مستحيل.

ويرى أن سياسة الاحتلال المتطرفة لم تترك فرصة لإقناع الأطراف الدولية بجدوى الخطة أو منحها الوقت.

ويعتبر أن استبعاد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يعكس عمق أزمة الخطة التي تفتقد للقبول والمصداقية منذ بدايتها.

ويصف بلير بأنه منحاز بالكامل للاحتلال الإسرائيلي، ويحمل إرثا سلبيا من دوره في العراق ومن رئاسته للرباعية الدولية.

ويقول، إن مجرد طرح اسم بلير لإدارة غزة يشكل إحراجا واسعا لكثير من الدول والجهات الدولية، لذلك تم الاستغناء عنه.

المقاومة قادرة على تفكيك الخطة

ويؤكد الريان أن المقاومة تعمل على شراء الوقت لإفشال مراحل الخطة وتفكيك أهدافها الاستراتيجية مع مرور الزمن.

ويتوقع أن يفقد الأميركيون اهتمامهم بالخطة مع تزايد أزماتهم الداخلية واقتراب الانتخابات الأميركية.

ويشدد على أن خطة ترامب ستلقى مصير بلير نفسه، وأن المقاومة والشعب الفلسطيني سيمنعون أي وصاية جديدة، وأن الاحتلال سيغادر غزة مجددا بفعل عوامل لا تخدم مصلحته.

اخبار ذات صلة