قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن الإدارة الأميركية تبدي دهشة واضحة من مستوى التزام حركة حماس باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة العبرية، اليوم الثلاثاء، أن جيش الاحتلال أقرّ بعدم تسجيل ارتفاع كبير في الخروقات الفلسطينية، فيما أشارت تقارير أميركية إلى أن واشنطن فوجئت أيضًا بقدرة الحركة على العثور على جثث جميع الأسرى الإسرائيليين وإعادتها، باستثناء الشرطي ران جفيلي.
ورغم استمرار الخروقات "الإسرائيلية"، تشير الصحيفة إلى أن حماس تواصل الالتزام بعدم التصعيد أو الاشتباك المباشر مع جيش الاحتلال، بينما تؤكد قيادتها بشكل متكرر احترامها لاتفاق وقف النار، ومطالبة الوسطاء بفرض التزامات مماثلة على الجانب الإسرائيلي.
كما ونقلت هآرتس عن مصادر مطلعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يمارس ضغوطًا متزايدة على حكومة الاحتلال الإسرائيلية للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، بما يشمل تنفيذ انسحاب عسكري إضافي من قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن واشنطن تستعد للإعلان منتصف الشهر الجاري عن تشكيلة "مجلس السلام"، وهو جسم دولي مؤقت سيتولى الإشراف على إدارة القطاع، وتثبيت الاتفاق، وبدء عملية إعادة الإعمار.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن تسعى لإحراز تقدم في مسار الانسحاب خلال الأسابيع المقبلة، وخاصة بعد تسليم حماس جثث جميع الأسرى القتلى باستثناء جفيلي.
وبحسب هآرتس، لن تُنفّذ الخطوات الأساسية قبل اللقاء المقرر بين ترامب ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو نهاية الشهر الجاري، وسط توقعات بأن يشمل المسار الأميركي انسحابًا إسرائيليًا إضافيًا نحو شريط أمني محدود داخل القطاع وبمسافة أقرب إلى الحدود. وفقًا للصحيفة.
في السياق، أكد المكتب الإعلامي الحكومي، أن الاحتلال "الإسرائيلي" واصل منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025 وحتى مساء الإثنين 8 ديسمبر 2025 (لمدة 60 يوماً) ارتكاب خروقات جسيمة ومنهجية للاتفاق، بما يمثل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني، وتقويضاً متعمداً لجوهر وقف إطلاق النار ولبنود البروتوكول الإنساني الملحق به.
ورصدت الجهات الحكومية المختصة 738 خرقاً للاتفاق، من بينها 205 جرائم إطلاق نار مباشرة ضد المدنيين، و37 جريمة توغّل للآليات العسكرية داخل المناطق السكنية، و358 جريمة قصف واستهداف لمواطنين عُزّل ومنازلهم، و138 جريمة نسف وتدمير لمنازل ومؤسسات وبنايات مدنية.
وأوضح المكتب الحكومي أنَّ هذه الانتهاكات الممنهجة أسفرت عن استشهاد 386 مواطناً، وإصابة 980 آخرين، إلى جانب 43 حالة اعتقال غير قانوني نفّذتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي".
وفي الجانب الإنساني، قال المكتب الحكومي إنَّ الاحتلال واصل تنصّله من التزاماته الواردة في الاتفاق وفي البروتوكول الإنساني، إذ لم يلتزم بالحدّ الأدنى من كميات المساعدات المتفق عليها.
وأشار إلى أنّه لم يدخل إلى قطاع غزة خلال 60 يوماً سوى 13,511 شاحنة من أصل 36,000 شاحنة يفترض إدخالها، بمتوسط يومي 226 شاحنة فقط من أصل 600 شاحنة مقررة يومياً، أي بنسبة التزام لا تتجاوز 38%.

