ذكرت القناة الـ12 العبرية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس الدعوة إلى قمة تجمع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في إطار تحركات سياسية واقتصادية متسارعة لتوسيع دائرة التطبيع في المنطقة.
وبحسب القناة، فإن الموافقة الأمريكية على عقد اللقاء مشروطة بإقرار نتنياهو صفقة الغاز الاستراتيجية مع القاهرة، والتي تم تعليقها منذ أشهر.
وأشارت إلى أن واشنطن أبلغت نتنياهو أنها مستعدة لترتيب قمة مباشرة مع السيسي "إذا نفّذ التزامه الاقتصادي" في الصفقة، وقدّم خطوات إضافية تضمن حوافز للرئيس المصري.
واعتبر التقرير أن التحرك يأتي ضمن رؤية أوسع وضعتها إدارة ترامب في الأسابيع الأخيرة، تقوم على استخدام "الدبلوماسية الاقتصادية" باعتبارها أداة لتمرير تفاهمات جديدة بين كيان الاحتلال ودول عربية، تبدأ بمصر ثم تمتد إلى سواها.
ونقلت القناة عن مسؤول أمريكي قوله إن صفقة الغاز تمثّل "فرصة هائلة لـ"إسرائيل""، وتفتح مسار اعتماد متبادل مع القاهرة، وتمنح واشنطن مدخلاً لإعادة تسخين التطبيع الذي عملت عليه عبر اتفاقيات أبراهام.
كما أشارت القناة إلى أن الخطة تستهدف بناء شراكات في مجالات التكنولوجيا والطاقة والذكاء الاصطناعي بين كيان الاحتلال وعدد من الدول العربية، من بينها مصر ولبنان وسوريا والسعودية، بما يعزز موقعه في المنطقة ويمنحه فرصة للخروج من عزلته السياسية والدبلوماسية، ويواكب التحولات المرتبطة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ووفق القناة، فقد أبلغ جاريد كوشنر نتنياهو بأن المنطقة لم تعد تتحرك فقط تحت عنوان إيران، بل وفق حسابات اقتصادية واضحة تبحث فيها العواصم العربية عن مشاريع استثمار وطاقة، لا عن بيانات سياسية للاستهلاك الإعلامي.
وقال له: "إذا أرادت "إسرائيل" الاندماج في المنطقة، فعليها التحدث بلغة الاقتصاد".
وأكدت القناة أن لدى كوشنر قناعة بأن البداية يجب أن تكون من القاهرة، لما لعبته من دور أساسي في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن عدد من المحتجزين، معتبرًا أن مصر قد تكون الباب الأوسع لجرّ دول أخرى إلى المسار ذاته.
غير أن التقارير ذاتها تشير إلى أن السيسي رفض حتى اللحظة عقد لقاء مع نتنياهو، رغم رغبة الأخير في المضي نحو قمة علنية، حيث نقلت القناة عن مصدر "إسرائيلي" قوله إن الاتصالات الاستراتيجية بين الجانبين شبه متوقفة منذ عامين، وأن آخر لقاء علني يعود لعام 2017.
وتكشف القناة أن واشنطن طالبت نتنياهو بالحضور إلى القمة مسلّحًا بـصفقة غاز موقَّعة ومبادرات اقتصادية واضحة، وإلا فلن يكون هناك معنى سياسي للقاء.
ورغم موافقة السيسي على الصفقة في يوليو/تموز الماضي، فإن الاحتلال لم يحسم موافقته الرسمية بعد.
وتابعت القناة أن التأخير ناتج عن خلافات داخلية بين نتنياهو ووزير الطاقة إيلي كوهين، إضافة إلى رغبة نتنياهو في أن تُعلن الموافقة خلال لقاء علني مع السيسي في القاهرة ليقدّم نفسه سياسيًا كصاحب الإنجاز.
ووفق الرواية العبرية، فقد شكّل نتنياهو فريقًا يعمل بسرية لإعداد مبادرات اقتصادية تحضيرًا للقمة، بينما أكد المسؤولون الأمريكيون أن نجاح اللقاء المصري قد يدفع واشنطن لتكرار صيغته مع دول أخرى مثل لبنان وسوريا والسعودية.
ونقل التقرير على لسان مسؤول أمريكي، قوله: "إذا نجح التطبيع الدافئ مع مصر.. سنوسع التجربة إلى المنطقة بأكملها".