انقلبت حياة أسرة الشاب محمد سالم ديب رأسًا على عقب، عقب إصابته الخطيرة منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، التي أفقدته الحركة والنطق، وأصبح في حالة صحية صعبة، ولم يعد الأطباء في غزة قادرين على تقديم أي شيء له.
أُصيب ديب في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إثر قصف إسرائيلي، إصابة بالغة في رأسه أفضت إلى شلل في جانبه الأيمن، وأفقدته القدرة على الكلام. تقول زوجته رنا ديب لـ"فلسطين": "وما زاد صعوبة الأمر النزوح المتكرر، الذي كان بالغ المشقة علينا مع مصاب لا يتحرك ولا يتكلم".
ومع فقدان الأسرة منزلها في شمال غزة، وعجز محمد عن العمل، أصبحت الظروف الاقتصادية للأسرة في غاية الصعوبة. وتضيف زوجته: "ليس بمقدورنا توفير كرسي متحرك لنقل محمد إلى جلسات العلاج الطبيعي، مع صعوبة المواصلات ووعورة الطرق، ما أدى إلى عدم حدوث أي تحسن في حالته الصحية".
وتشير إلى أنها تحاول إجراء بعض تمارين العلاج الطبيعي له داخل المنزل، "لكن الأمر يفوق قدرتي البدنية، ولا يحدث أي تحسن في وضعه الصحي".
أما الحالة النفسية لمحمد فهي في غاية الصعوبة، إذ ينفعل بسرعة لعدم قدرة زوجته وأبنائه على فهم ما يريده، وتقول: "لقد اقتطع الأطباء جزءًا من الدماغ، وهو بحاجة إلى عمليات عاجلة في الخارج، ولكن حتى الآن لم يُسمح له بالسفر".
وتُشكّل الحياة في الخيمة عبئًا كبيرًا على أسرة ديب، إذ إن الظروف المعيشية غير ملائمة البتة، بين حر الصيف القاسي وبرد الشتاء الشديد، وعدم وجود فراش مريح. وتؤكد زوجته: "الحياة في الخيمة تزيد من أوجاع محمد ولا تساعد على تحسنه، فهي صعبة على الأصحاء، فكيف بالمرضى؟!".
كما تعاني رنا غياب كل من كان يساندها في علاج زوجها، حيث استُشهد شقيقاه اللذان كانا يرافقانه إلى المستشفيات، في حين اعتقل جيش الاحتلال شقيقه الثالث، الذي يعمل ممرضًا في مستشفى كمال عدوان، منذ قرابة تسعة أشهر. وتضيف: "كان شقيقه مُشرفًا على حالته الصحية ويتابع وضعه مع الأطباء، أما الآن فأنا عاجزة عن متابعة وضعه الصحي".
ولحاجة محمد إلى من يلازمه ليلًا ونهارًا، اضطرت رنا إلى التوقف عن العمل، ما زاد سوء الوضع الاقتصادي للأسرة. وتقول: "بعد استشهاد أشقاء زوجي وعدد من أفراد عائلتي، منهم والدتي وشقيقتي، لم أعد قادرة على ترك محمد أو إقامة أي مشروع يدر دخلًا للأسرة".
وتضيف: "عندما أُصيب محمد، كنت أصنع من المعلبات والدقيق التي أحصل عليها من الكوبونات معجنات وأبيعها لتوفير دخل يساهم في مصاريف علاجه، لكن بعد استشهاد أقرب المقربين، لم أعد أجد من يرعاه في غيابي، فتوقفت عن العمل".
وتختتم رنا مناشدتها بأن تتحرك المؤسسات الصحية الدولية سريعًا لإجلاء زوجها للعلاج في الخارج، عله يستعيد ولو جزءًا من عافيته، وينجو من الحالة الصحية والنفسية القاسية التي يعيشها.