أعلن المشاركون في مؤتمر “العهد للقدس” المنعقد في مدينة إسطنبول، عن إطلاق وثيقة شعبية بعنوان “عهد وقف وتجريم الإبادة الصهيونية في قطاع غزة وملاحقة مرتكبيها”، بهدف إلى توحيد الجهود الشعبية والمؤسساتية لوقف الإبادة الجارية ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأكد منظّمو المبادرة -خلال ندوة حملت عنوان “نحو تجديد إرادة الأمة في مواجهة التصفية والإبادة”- أن الوثيقة مفتوحة لانضمام الأفراد والهيئات الراغبين بالمشاركة في تنفيذ بنودها.
وتشير الوثيقة -التي قدمها نقيب المحامين الأردنيين يحيى أبو عبود- إلى أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يتعرض منذ أكثر من عامين لـ إبادة جماعية مكتملة الأركان، نفّذها الاحتلال الإسرائيلي عبر قصف واسع النطاق، وحصار خانق أدى إلى التجويع ومنع العلاج، وتدمير المرافق المدنية، إلى جانب ارتكاب انتهاكات موثقة بحق الأسرى والنساء والأطفال.
وتشدّد الوثيقة على أن هذه الجرائم ارتُكبت علنًا وبشكل غير مسبوق، بما يكشف بوضوح النوايا الإبادية وراءها.
كما تستعرض الوثيقة سلسلة من التقارير الدولية والأممية التي أثبتت الطابع الإبادي للعدوان على غزة، بما في ذلك تقارير مقرري الأمم المتحدة ولجنة التحقيق الدولية المستقلة ومنظمات حقوقية عالمية.
وتؤكد أن الاعتراف الدولي بحقيقة الإبادة بات راسخًا، وأن المرحلة الراهنة تتطلب الانتقال من تشخيص الجريمة إلى تجريمها وملاحقة مرتكبيها وشركائهم دون تردد.
وتتضمن الوثيقة ثمانية تعهدات رئيسية تلتزم بها الجهات الموقعة، أبرزها: تصعيد التحرك الشعبي لوقف الإبادة وإعادة الضغط الدولي على الاحتلال، وتكثيف الجهود لكسر الحصار عن غزة ودعم القوافل البحرية حتى إنهائه بشكل كامل، وتوسيع حملات التوثيق والضغط الإعلامي لفضح الجريمة وتجريد الاحتلال من الشرعية.
كما تتضمن الوثيقة تجريم إنكار الإبادة ومواجهة خطاب التهوين من جرائم الاحتلال، ودعم الجهود القانونية الدولية لمحاكمة القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين والدول والشركات المتواطئة، وتجريم الأيديولوجيا الصهيونية الاستعمارية التي ترى الوثيقة أنها الجذر الفكري لجرائم الإبادة، تعزيز المقاطعة الشعبية والمدنية وعزل الاحتلال اقتصاديًا ودبلوماسيًا، وإنشاء آلية تنسيقية مشتركة بين الموقعين لضمان تنفيذ بنود العهد.
وتختتم الوثيقة بالتأكيد على أن وقف الإبادة مسؤولية أخلاقية وإنسانية وقانونية مشتركة، داعية الشعوب والمؤسسات حول العالم إلى الانخراط في جهد جماعي يهدف إلى ردع الاحتلال وإنصاف الضحايا ومحاسبة المجرمين.