قائمة الموقع

من قتل ياسر أبو شباب؟.. ثلاث فرضيات تتصدر المشهد

2025-12-04T19:58:00+02:00
صورة من الأرشيف

يرى الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن مقتل ياسر أبو شباب، قائد الميليشيا المتعاونة مع الاحتلال شرقي رفح، يمثل ضربة موجعة للمشروع الأمني الإسرائيلي الذي عملت عليه مخابرات الاحتلال، وتحديدًا جهاز الشاباك، خلال الشهور الماضية لتشكيل مجموعات موالية تعمل ضمن رؤيته لإدارة غزة.

وأكد عفيفة، في تصريحات صحفية للجزيرة نت، مساء اليوم الخميس، أن المعلومات المتداولة حتى الآن تصدر عبر الإعلام العبري فقط، ما يجعل الصورة غير مكتملة، ويُبقي باب الاحتمالات مفتوحًا حول الجهة المنفّذة للعملية.

ومع ذلك، فإن الفرضية الأقرب بحسب قراءته، هي أن المقاومة الفلسطينية تقف خلف الاغتيال باعتبار أن استهداف هذه الشبكات العميلة يأتي في صدارة أولوياتها داخل القطاع. إلا أن غياب إعلان رسمي من المقاومة يثير تساؤلات حول تفاصيل التنفيذ ودقته، خصوصًا في منطقة محمية بالكامل وتحت مراقبة الاحتلال.

وطرح عفيفة سؤالًا جوهريًا يتعلق بآلية الوصول إلى ياسر أبو شباب، إذ كان يتمركز داخل منطقة مصنفة آمنة إسرائيليًا وتتمتع بغطاء استخباراتي وجوي ورقابي مكثف عبر طائرات مسيّرة على مدار الساعة.

واعتبر أن الوصول إلى أبو شباب داخل هذا الإطار يطرح إشارات حول حجم الاختراق، أو وجود تسهيل أو خلل داخل المنظومة نفسها.

وفي قراءته للسيناريوهات المحتملة، يرى وسام عفيفة أن مقتل ياسر أبو شباب قد يكون نتاجًا لتصفية داخلية داخل المجموعة نفسها في سياق صراع على النفوذ والقيادة، كما لا يستبعد احتمالية الاختراق الأمني الذي أفضى إلى استهدافه من داخل الشبكة ذاتها.

ويطرح كذلك فرضية ثالثة تتعلق بعملية تصفية موجَّهة ضمن مسار إعادة هندسة إسرائيلية للمجموعات العاملة معها في غزة، إذا وصلت المنظومة الأمنية إلى قناعة بأن المرحلة المقبلة تتطلب وجوهًا أكثر انضباطًا وقابلية للدمج في مشروع الاحتلال.

وأشار عفيفة إلى أن العائلات والشارع في غزة يرفضون هذه الميليشيات بالكامل ويعتبرونها منبوذة ولا تمتلك أي قاعدة اجتماعية، الأمر الذي يعزز قابلية انهيارها السريع وعدم قدرتها على البقاء دون حماية الاحتلال.

وخلص عفيفة إلى أن مقتل أبو شباب لا يُغلق المشهد بقدر ما يفتح أسئلة جديدة حول من نفّذ العملية، وكيف تم تنفيذها بهذه الدقة، ولماذا في هذا التوقيت تحديدًا، مشيرًا إلى أن التحقيق في التفاصيل سيكشف حجم التغيير الذي يشهده ملف إدارة الاحتلال للمجموعات المحلية داخل غزة.

اخبار ذات صلة