فلسطين أون لاين

محلل سياسي: السقوط السريع لأبو شباب يرسّخ ثلاث حقائق حاسمة في غزة

...
صورة من الأرشيف/ العميل ياسر أبو شباب
متابعة/ فلسطين أون لاين

قال المحلل السياسي د. إياد القرا إن مقتل ياسر أبو شباب لا يمثل نهاية شخص بقدر ما يعكس فشل مشروع الاحتلال الإسرائيلي في إنشاء قوة محلية تعمل كوكلاء له داخل قطاع غزة.

وأضاف القرا، في تعليقه عبر منصته على "تليجرام"، أن تعدد الروايات حول كيفية مقتل أبو شباب سواء على يد المقاومة في غزة أو عبر تحرك وطني عشائري أو حتى بتصفية داخلية من الاحتلال، لا يغيّر من الحقيقة السياسية الواضحة، وهي سقوط الرهان الإسرائيلي على تشكيل مليشيا بديلة قادرة على فرض واقع أمني مختلف داخل القطاع.

وأشار إلى، أن الاحتلال كان يسعى عبر أبو شباب إلى صناعة نموذج وظيفي لإدارة مناطق محددة في غزة خارج الإجماع الوطني، خاصة قرب خطوط التماس والمناطق الحدودية، في محاولة لتفكيك النسيج الاجتماعي وتأسيس سلطة بديلة يمكن التحكم بها.

واعتبر أن نهاية هذا النموذج جاءت أسرع مما توقعته "إسرائيل"، ما يؤكد رفض المجتمع الفلسطيني لأي تشكيلات مرتبطة بالاحتلال.

وأضاف، أن "نهاية أبو شباب ليست حادثة عابرة؛ بل نهاية مسار كامل كان الاحتلال يراهن عليه لإعادة تشكيل غزة، وإقامة كيان تابع يقوده وكلاء يتحركون وفق أجندة الاحتلال".

وأكد أن السقوط السريع لزعيم المليشيا في غزة يرسخ ثلاث حقائق حاسمة،، تتمثل في غياب حاضنة اجتماعية لأي جماعات تعمل لصالح الاحتلال، وقدرة المقاومة على تفكيك أي بنية تهدد الأمن الداخلي، ووعي ورفض شعبي واسع لأي محاولة لإعادة تشكيل غزة وفق منظومة مرتبطة بـ "إسرائيل".

وشدد القرا، على أن سقوط هذا المشروع قبل اكتماله رسالة واضحة بأن غزة لا تقبل التقسيم ولا تسمح بقيام سلطة بديلة، وأن رهانات الاحتلال على العملاء لا تصمد أمام مجتمع موحّد وقوى مقاومة ما زالت قادرة على فرض معادلتها.

وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال، اليوم الخميس، مقتل قائد الميليشيا المسلحة شرق رفح ياسر أبو شباب على يد مسلحين مجهولين داخل مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وذكرت منصة حدشوت العبرية أن أبو شباب ونائبه غسان الدهيني وقعا في كمين داخل المدينة، ما أدى إلى مقتل أبو شباب وإصابة نائبه بجروح خطيرة.

وتشير تقديرات عبرية إلى أن عملية الاغتيال يُرجح أنها نُفذت على يد مقاتلي كتائب القسام – الجناح العسكري لحماس.

ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن حماس امتلكت معلومات استخباراتية دقيقة حول تحركات أبو شباب، جمعتها من أشخاص مقربين منه، معتبرًا أن اغتياله يمثل "تطورًا سيئًا لإسرائيل".

وفي السياق ذاته، علّقت القناة 12 العبرية بأن مقتل أبو شباب يعكس فشل سياسة إسرائيل قصيرة المدى في غزة، وسقوط مشروع "البديل عن حماس" رغم الدعم والتطوير والشرعية التي مُنحت لتلك التشكيلات، مضيفة: "سقطوا وبقيت حماس".

كما دعا مراسل القناة ذاتها إلى فتح تحقيق للتأكد مما إذا كان مقاتلو حماس تمكنوا من تجاوز الخط الأصفر داخل رفح والوصول إلى أبو شباب قبل تصفيته.

ويُعد أبو شباب زعيم ما يُعرف بـ "القوات الشعبية" في رفح، وهي التشكيل الأكثر إثارة للجدل منذ ظهوره، حيث كشفت صحيفة يسرائيل هيوم في وقت سابق، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو اعترف بدعم هذه المجموعة بالسلاح "لحماية الجنود الإسرائيليين في مناطق التماس داخل غزة".

وظهر أبو شباب أكثر من مرة برفقة عناصره شرقي رفح، بالتزامن مع حملات نفذتها المقاومة لملاحقة المتعاونين مع الاحتلال بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.