فلسطين أون لاين

نادي الأسير: نقل النائب أبو طير إلى "ركيفت" بمثابة إعدام بطيء

...
النائب المقدسي المعتقل محمد أبو طير "75 عاماً"
متابعة/ فلسطين أون لاين

قال نادي الأسير الفلسطيني إن قرار الاحتلال بنقل المعتقل الإداري المقدسي والمسنّ محمد أبو طير (75 عامًا) إلى قسم "ركيفت" الواقع تحت الأرض في سجن "نيتسان" بالرملة، هو قرار إعدام بحقه، ويأتي في إطار نهجٍ منظّم يهدف إلى تصفية المعتقلين جسديًا وإعدامهم، خاصة في ظل تكرار شهادات الناجين من هذا القسم المخصص لمعتقلي غزة، الذين يواجهون أبشع الجرائم منذ بدء حرب الإبادة.

وأضاف نادي الأسير، في بيان صحافي، أنّ الاحتلال أعاد تحويل أبو طير إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر، بعد ثمانية أيام فقط من اعتقاله عقب اقتحام منزله في بيت لحم، في استمرار لسياسة الانتقام التاريخية الممنهجة بحقّه، حيث تجاوزت سنوات اعتقاله في سجون الاحتلال ما مجموعه (44) عامًا منذ سنوات السبعين، معظمها رهن الاعتقال الإداري التعسفي دون تهمة أو محاكمة.

وحمّل نادي الأسير الفلسطيني، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصيره وحياته، وكافة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الذين يواجهون جرائم تشكل امتدادا لحرب الأبادة. 

ولفت النادي إلى أنه منذ بدء حرب الإبادة، قرر الاحتلال إعادة افتتاح قسم "ركيفت" الواقع تحت الأرض، وهو القسم الذي تحوّل إلى رمز للرعب والتعذيب والقتل البطيء بحق معتقلي غزة بعد الحرب، في ظل ما وثقته المؤسسات من فظائع غير مسبوقة عبر زيارات أجرتها للمعتقلين فيه، حيث لم يسبق أن وثّقت المؤسسات حالة لمعتقل من الضفة احتُجز في هذا القسم منذ افتتاحه بعد الحرب.

يُذكر أن عدد المعتقلين الإداريين المعتقلين دون "تهمة" أو محاكمة حتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2025 بلغ 3368 معتقلًا، من بينهم عدد من النواب السابقين. كما بلغ عدد النواب السابقين المعتقلين في سجون الاحتلال تسعة نواب.

ماذا نعرف عن النائب المقدسي أبو طير؟

النائب محمد أبو طير قيادي في حركة حماس، انتخب عام 2006 عضوا في المجلس التشريعي عن مدينة القدس عن قائمة التغيير والإصلاح، وأبعد عام 2010م عن المدينة، وبلغت مجموع سنوات اعتقاله لدى الاحتلال ما يقارب 36 عاما.

وولد أبو طير بتاريخ 16-4-1951م في أسرة متواضعة من قرية أم طوبا، شرقي القدس المحتلة، وأنهى تعليمه الثانوي في مدرسة الأقصى الشرعية وعمل إماماً ومدرساً وخطيباً في مسجد القرية.

وسافر إلى بيروت عام 1972م والتحق بصفوف الثورة باسم حركي (طارق بن زياد) ثم التقى بسعد صايل وبدأ مرحلة العمل العسكري حتى اعتقاله عام 1974 والحكم عليه بالسجن 13 عاماً.

أفرج عنه في (عملية الجليل) عام 1985م بالتزامن مع تصاعد وتيرة العمل الإسلامي الذي توج بانطلاقة حركة حماس، فعمل الشيخ أبو طير مبكراً تحت اسم (سيدي عمر) للإعداد لعمل عسكري مع حماس بالتنسيق مع الجبهة الشعبية القيادة العامة إلى أن اعتقل عام 1989 وسجن 13 شهراً.

أعيد اعتقاله عام 1990م بعد إتمام صفة أسلحة لصالح حركة حماس وحكم عليه بالسجن ست سنوات، وخلال فترة الاعتقال تعرف عدد كبير من قيادات العمل العسكري التي عملت من داخل السجن على تأسيس جناح عسكري مركزي، لكن اكتشاف الأمر أدى لسجن الشيخ أبو طير سبع سنوات أخرى امتدت إلى عام 2006م.

بعد خروجه من السجن انتخب الشيخ أبو طير في 25 يناير 2006م نائباً في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة التغيير والإصلاح وكان الشخصية الثانية على القائمة التي رشحتها حماس لخوض انتخابات التشريعي.

لكن وصوله للمجلس التشريعي عن القدس لم يمنع الاحتلال من إعادة اعتقاله في 30 يونيو 2006م، لعدة مرات متتالية، ثم أبعد عام 2010م عن مدينة القدس.

واعتقل بعد إبعاده إلى الضفة الغربية مرات عديدة، بلغت مجموعها ما يقارب 5 سنوات، لتبلغ سني اعتقاله لدى الاحتلال ما يقارب 36 عاما، لم تلن عزائمه، ولم تثنه كل هذه السنوات عن التراجع عن دعوته وكلمة الحق.