أكدت قبيلة الترابين في قطاع غزة أن مقتل ياسر أبو شباب على يد المقاومة مثّل نهاية صفحة لا تعبر عن القبيلة ولا عن مواقفها الوطنية، مشددة على أن ترابين غزة لم تكن يومًا غطاءً للمتعاونين مع الاحتلال أو تجار الفتن.
وقالت القبيلة، في بيان صحفي، اليوم الخميس، "إن أبو شباب، الذي تورّط في الارتباط بالاحتلال، خرج عن صفوف قبيلته، وأن موقفها مما جرى جاء انسجامًا مع قيمها الأصيلة وحرصها على صون النسيج الاجتماعي الفلسطيني".
واعتبرت القبيلة أن ما حدث في رفح طوى "صفحة عار" رفضت قبيلة الترابين أن تُنسب إليها.
وجددت القبيلة اصطفافها الكامل خلف المقاومة بكل فصائلها، والوقوف إلى جانب أهل غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مؤكدة رفضها القاطع لأي محاولة لاستغلال اسم القبيلة أو أفرادها في تشكيل ميليشيات أو مجموعات تخدم مشاريع الاحتلال.
ودعت القبيلة جميع العائلات والقبائل الفلسطينية إلى تعزيز وحدة الصف الوطني، ورفض كل من يحاول تفتيت المجتمع الفلسطيني أو زرع الفوضى داخله.
وأكدت القبيلة، أن غزة لا مكان فيها للخيانة ولا للمتعاونين، وأن شعبها سيبقى موحدًا خلف مقاومته حتى استعادة كامل حقوقه.
من هو ياسر أبو شباب؟
ياسر أبو شباب، فلسطيني من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وُلد عام 1990 وينتمي إلى قبيلة الترابين التي تعود جذورها إلى قريش وتُعد من أكبر قبائل جنوب فلسطين وسيناء والأردن. قبل اندلاع عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان معتقلا على خلفية قضايا جنائية، لكنه خرج من السجن بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي لمقار الأجهزة الأمنية في غزة.
عاد اسم أبو شباب إلى الواجهة بقوة في 30 مايو/أيار 2025 بعد بث كتائب عز الدين القسام مشاهد تُظهر استهداف قوة من المستعربين شرق رفح، قبل أن يتبين أن القوة كانت تضم عملاء مجنّدين لصالح الاحتلال.
شكّل أبو شباب قوة مسلّحة في رفح خلال فترة سيطرة الاحتلال على المدينة، بدعوى تأمين إدخال المساعدات الإنسانية. ووفق تقديرات صحفية فلسطينية، تراوح حجم القوة بين 100 و300عنصر، مزودة بالسلاح وتتحرك على مقربة من مواقع الجيش الإسرائيلي وتحت رقابته المباشرة.
تمركزت إحدى مجموعات القوة قرب معبر كرم أبو سالم شرق رفح، فيما انتشرت مجموعة ثانية غرب المدينة ضمن نقاط توزيع المساعدات في إطار الآلية الأميركية – الإسرائيلية.
في بدايات ظهورها عُرفت المجموعة باسم "جهاز مكافحة الإرهاب"، قبل أن تُعيد تعريف نفسها لاحقاً تحت مسمى "القوات الشعبية" في مايو/أيار 2025. لاحقاً، ورد اسم قائدها في مذكرة أممية كشفتها صحيفة واشنطن بوست، تتهمه بقيادة عمليات نهب منظمة للمساعدات الإنسانية داخل القطاع.
حاول أبو شباب استثمار انتمائه القبلي للحصول على غطاء اجتماعي، غير أن قبيلته الترابين أعلنت براءتها منه رسمياً في 30 مايو/أيار 2025. وجاء البيان بعد تأكد الوجهاء من تورطه في دعم مباشر للاحتلال وتعاونه مع تشكيلات المستعربين، مشددين على أن القبيلة التي قدّمت الشهداء في صفوف المقاومة لا يمكن أن تغطي من يعتدي على الناس أو يعمل لصالح العدو.
كما أعلنت عائلة أبو شباب براءتها منه بشكل قاطع، مؤكدة أنها خُدعت بمزاعمه حول "تأمين المساعدات"، لكن الأدلة المصوّرة كشفت تورطه الأمني.
وأكد البيان أن العائلة تعتبر "دمه مهدوراً" ما لم يعلن توبته ويسلّم نفسه.
في 4 ديسمبر/كانون الأول 2025، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقتل ياسر أبو شباب في قطاع غزة على يد مسلحين مجهولين، بعد مسار طويل من الارتباط المباشر بالاحتلال.

