أعلنت مجموعة الاختراق "حنظلة" أنها تمكنت من الوصول إلى أنظمة مركز الأبحاث النووية الإسرائيلية سوریک (Soreq)، حيث حصلت على بيانات دقيقة تتعلق بأحد علماء الصناعة النووية لدى"إسرائيل".
وذكرت المجموعة، في تصريح صحافي لقناة العالم الإيرانية، أن عملية الاختراق مكنتها من استخراج ملفات حساسة تتعلق بالكوادر العلمية الإسرائيلية، قبل أن تقوم بنشر بيانات شخصية دقيقة لأحد هؤلاء العلماء الذين وصفتهم بأنهم مشاركون في المشروع النووي العدواني للكيان.
وكشفت "حنظلة" أن فريقها الميداني وضع باقة من الزهور داخل صندوق سيارة العالم المستهدف، ممهورة بتوقيع جبهة المقاومة الشعبية محققو الحقيقة (HPR)، في رسالة تقول المجموعة إنها "تحمل تذكيراً بأن يد المقاومة قادرة على الوصول إلى عمق الكيان في أي وقت".
وتأتي هذه العملية في ظل تصاعد الهواجس داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تكرار الاختراقات التي طالت مؤسسات عسكرية، استخبارية، وطاقوية خلال الأشهر الماضية، الأمر الذي يعكس وفق مراقبين تآكلاً متسارعاً في بنية الردع السيبراني للكيان، وعجزه عن حماية منشآته الحساسة.
من جهتها، أكدت وسائل إعلام عبرية، بأن مجموعة قراصنة مرتبطة بإيران تُطلق على نفسها اسم "حنظلة" نجحت في اختراق سيارة عالم نووي إسرائيلي كبير، وترك باقة من الزهور ورسالة تهديد داخل مركبته.
وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن رسالة التهديد تضمنت بيانات شخصية ووصفاً مفصلاً لعملية الاختراق، مشيرة إلى أنه لم يُتأكد بعد ما إذا كانت السيارة قد تعرضت للاختراق بالفعل.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن المجموعة — المعروفة بهجماتها على أهداف إسرائيلية — ادعت أنها اخترقت سيارة العالم نفسه وتركت باقة زهور ورسالة تتضمن بيانات دقيقة عنه وعن سيارته.
ولم يكن هذا الحادث الأول، ففي واقعة سابقة أعلنت مجموعة القراصنة الإيرانية المعروفة باسم "حنظلة" نشر بيانات وهويات 17 عالماً عسكرياً إسرائيلياً، متضمّنة تفاصيل شخصية وسرية عنهم، مع تهديدات مباشرة بمحاسبة المتورطين في الحرب والدمار.
ووصفت المجموعة هؤلاء العلماء بأنهم "مهندسو الدمار" المسؤولون عن تطوير أسلحة تسببت في معاناة المدنيين، مشيرةً إلى أن هذا الاستهداف جاء بعد نشر سابق طاول 15 شخصية إسرائيلية أخرى، مؤكدة أنها ستواصل عملياتها كل يوم سبت بـ"دقة جراحية" ضمن حملة تستهدف شخصيات عسكرية وعلمية مرتبطة بتطوير منظومات قتالية تؤذي المدنيين الأبرياء.
ووصفت المجموعة هؤلاء العلماء بأنهم "مهندسو الدمار" والمسؤولون عن تطوير أسلحة أدت إلى معاناة المدنيين، مرفقةً عملية النشر بتهديدات مباشرة بملاحقة المتورطين ومحاسبتهم في منازلهم ومختبراتهم.
وأكدت المجموعة أنها ستواصل حملتها الإلكترونية التصعيدية، مشيرةً إلى أن هذا الكشف يأتي بعد نشر سابق استهدف 15 شخصية إسرائيلية أخرى، يتواجدون في قلب آلة الحرب التابعة للاحتلال".
وأوضحت "حنظلة" أن عملياتها ستستمر بشكل منتظم كل يوم سبت "بدقة جراحية"، ضمن حملة تستهدف شخصيات عسكرية وعلمية إسرائيلية مسؤولة عن تطوير منظومات قتالية تسبب الأذى للمدنيين الأبرياء.
تُعرف مجموعة "حنظلة" بتاريخ ممتد في تنفيذ هجمات إلكترونية ضد أهداف إسرائيلية.
ففي 14 يونيو/حزيران الماضي، نُسب إليها اختراق عدة مواقع ضمن منظومة الوقود الإسرائيلية، بينها شركات Delkol وDelek، وفق موقع RansomLook المتخصص في تتبع نشاط الجماعات السيبرانية.
وأسفر الهجوم حينها عن الحصول أكثر من 2 تيرابايت من البيانات المشفّرة، مع ترك رسالة تهديد تتعلق بوقف منظومات العمل في عدد من محطات الوقود وإمدادات الوقود للطائرات المقاتلة.
وتوسّعت عمليات المجموعة لاحقاً لتشمل شركة Aerodreams الأميركية المسؤولة عن تطوير أنظمة المسيرات، حيث أشارت إلى سرقة 400 غيغابايت من البيانات الداخلية. كما اخترقت شركة واي جي نيو إيدان للمقاولات العامة، إحدى الجهات المرتبطة بوزارة الحرب الإسرائيلية.
لكن الاختراق الأكثر تأثيراً — بحسب التقارير — كان اختراق شركتَي تزويد الإنترنت "099 إسرائيل" و"Primo"، المسؤولتين عن جزء كبير من البنية التحتية للإنترنت داخل "إسرائيل".
واستطاعت المجموعة إرسال أكثر من 150 ألف بريد إلكتروني رسمي باستخدام خوادم الشركتين.
وفي أبريل/نيسان من العام الماضي، كشفت صحيفة جيروزاليم بوست أن المجموعة اخترقت أنظمة الرادار الإسرائيلية، ووجّهت أكثر من 500 ألف رسالة تهديد إلى الإسرائيليين، داعية إياهم إلى "معارضة حكومة تل أبيب وتأييد إيران".
وجاء في إحدى الرسائل: "لا تتردد، لا تنم، ففرصة الهروب أقل من 10 ثوان… وربما نختار مدينتك".