قائمة الموقع

خلال الإبادة الجماعيَّة... الاحتلال يقتل ثلاثة أئمَّة لمسجد واحد في غزَّة

2025-11-24T19:45:00+02:00
صورة تعبيرية
فلسطين أون لاين

لم يكتف جيش الاحتلال الإسرائيلي بتدمير دور العبادة للمسلمين والمسيحيين في غزة التي تشهد حرب إبادة جماعية غير مسبوقة في العصر الحديث، بل أوغلت في قتل الدعاة والأئمة بشكل يعكس الأهداف والأبعاد الإجرامية للقتل الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين. 

وفي خرق إسرائيلي لاتفاق وقف حرب الإبادة على غزة، أول من أمس، أعاد جيش الاحتلال عمليات قصف المنازل السكنية المأهولة والاغتيال الجوي لعناصر المقاومة، ما أسفر عن استشهاد 23 موطنا وإصابة 83 آخرين.

وأحد الشهداء هو الشيخ مصطفي أبو حسب الله (66 عاما) إمام مسجد الفاروق في مخيم النصيرات الذي ارتقى نتيجة إصابته البالغة بشظايا صاروخ إسرائيلي أثناء عودته من إمامته للمصلين في صلاة العصر إلى منزله.

وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للشيخ أبو حسب الله لحظة إصابته الحرجة أمام منزله القريب من المسجد، وبجواره نجله البكر الذي أنطقه الشهادتين قبل نقله لمستشفى العودة في مخيم النصيرات والإعلان عن استشهاده هناك.

وأبو حسب الله هو الإمام الثالث لمسجد الفاروق، وجميعهم قتلوا خلال شهور حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكتوبر 2023 ليرتفع بذلك أعداد الشهداء من الأئمة والخطباء والوعاظ والدعاة والعلماء لـ 300 شهيد. بحسب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة.

وكان من بينهم، إمام مسجد الفاروق الشيخ الدكتور أحمد الجمل الذي أعدمه جيش الاحتلال في 8 يونيو/ حزيران 2024م بعدة رصاصات في جسده أمام منزله، وكذلك الإمام الثاني الشيخ محمد حمد الذي قتل بغارة جوية أثناء عملية عسكرية على مخيم النصيرات في ذات اليوم ما أسفر آنذاك عن استشهاد 300 مواطن خلال مجزرة إسرائيلية مروعة.

ولم يكتف الاحتلال بذلك، بل قصف المسجد في نوفمبر/ تشرين ثان 2024، ورغم ذلك واصل إمامه الثالث أبو حسب الله إمامة المصلين فيه رغم الدمار والخراب الهائل فيه حتى لقى ربه شهيدا.

وسبق أن قصف الاحتلال المسجد الذي شٌيد بداية الألفين خلال العدوان الإسرائيلي على غزة صيف 2014م، وأعادت مؤسسات ومتبرعون خيّرون إنشائه مجددا.

وأوقعت حادثة استشهاد الأستاذ المربي أبو حسب الله الذي عمل على مدار ثلاثة عقود في السلك التعليمي، حزنا عميقا بين تلاميذه وساحة لرثاء مناقبه خلال مسيرته التعليمية والدعوية في المخيم.

وكتب الداعية محمد أبو الروس عبر "فيسبوك": "كان يحدونا الأمل ألا نفجع في ثالث أئمة مسجدنا الحزين، شيخ القرآن وصاحبه ورفيقه، معلم الناس الخير، غير أن أقداره نافذة وليس لنا من الأمر إلا أن نرجع الأمر إليه، فقد استرد الأمانة بعد أن طاف نورها في الأرجاء".

وقال: "من جنبات المسجد وزواياه إلى فصول الدراسة معلما الأجيال والناشئة إلى منازل الشــهادة.. أودع اليوم صاحب فضل وسبق، أستاذي وشيخي ومعلمي القرآن، الإمام المربي الفاضل: مصطفى بن سعيد أبو حسب الله".

وفي رثاء زميله في التعليم، قال الأستاذ سعيد البيومي: "أبو العبد هو التاريخ، إمام الفجر في مسجد القسام وإمام الفاروق بقية الصلوات والقارئ والمحفظ ومعلم التجويد والقراءات ومعلم أقمار القراء ومتفقد الفقراء، الناصح الأمين معلم التاريخ والجغرافيا رفيق الابتسامة والرحلات والألعاب".

وكتب عنه أيضا: "لاعب الكرة المحترف والشيخ الطيب المجتهد في صلوات الجنازات على كل الأقمار، من هُدم بيته وضحى وقدم الكثير، كنت أخجل أن أتقدمه في الإمامة بعد الخطبة.. ستفقدك كل مواطن ومحطات الرفعة والخير والصبر".

وختم البيومي حديثه: "أعزي نفسي فيك (بل أهنئ) والزملاء في مدرستنا والأحباب رواد مساجدك المفضلة من الفاروق للتقوى للقسام وحتى مصلى المدرسة وأبناءك وإخوانك وعموم آل أبو حسب الله الكرام".

وتداول نشطاء مقطع فيديو يظهر الإمام أبو حسب الله أثناء تلاوته للقرآن الكريم في مسجده إماما بالمصلين، وسط دعوات له بالرحمة والمغفرة.

وبحسب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة، دمرت الإبادة الإسرائيلية المساجد ودور العبادة والمقابر والعقارات والممتلكات الوقفية ومقرات المؤسسات والمراكز الدينية.

واستهدف الاحتلال نحو 1160 مسجدا ما بين تدمير كلي وجزئي من أصل 1244 مسجدا، كما دمرت آلة العدوان الإسرائيلية 3 كنائس في القطاع.

اخبار ذات صلة