يُعد هيثم علي الطبطبائي، المعروف داخل الأوساط العسكرية باسم "أبو علي الطبطبائي"، أحد أبرز القياديين في حزب الله ممن ارتبط اسمهم بالعمليات الخاصة والوحدات النخبوية داخل التنظيم.
ويُصنَّف الرجل ضمن القيادات شديدة السرية، إذ لا تتوفر عنه إلا معلومات محدودة بحكم طبيعة عمله الأمني والعسكري.
برز اسم الطبطبائي إعلاميًا للمرة الأولى بعد العملية الإسرائيلية في القنيطرة بالجولان السوري، والتي أدّت إلى اغتيال العميد في الحرس الثوري الإيراني محمد علي الله دادي، وستة من عناصر حزب الله بينهم جهاد مغنية، حيث سُرِّب حينها أن الطبطبائي كان الهدف الأساسي لتلك الغارة.
ولد الطبطبائي لأب إيراني وأم لبنانية جنوبية، وترعرع في الجنوب حيث انخرط مبكرًا في صفوف المقاومة.
ومع مرور السنوات، تدرّج في المهام العسكرية داخل حزب الله حتى تولّى قيادة "قوات التدخل"، وهي وحدة الإسناد الهجومي التي كانت تشكّل الذراع المتقدمة في العمليات المعقّدة.
وبعد اغتيال عماد مغنية، جرى دمج هذه الوحدة مع القوات الخاصة في الحزب تحت مسمى "قوة الرضوان"، وكان للطبطبائي دور مركزي في هذا الهيكل.
وبسبب طبيعة عمله المرتبطة بملفات عسكرية وأمنية حساسة، ظل الطبطبائي بعيدًا عن الضوء، ما دفع الولايات المتحدة إلى إعلان مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى تحديد موقعه أو تعطيل نشاطه.
وحتى اليوم، تبقى سيرة أبو علي الطبطبائي طيّ الكتمان، فيما تستمر الروايات المتداولة حول دوره كأحد العقول العسكرية الأكثر تأثيرًا داخل حزب الله، في وقت يزعم فيه الاحتلال الإسرائيلي أنه استهدفه في الضاحية الجنوبية ضمن عملية وصفت بأنها من "أهم الاغتيالات" في السنوات الأخيرة.