كشفت تقارير عبرية، أن مجموعة "فتية التلال" الاستيطانية، تقود حراكًا سياسيًا التي بدأت خلال الأسابيع لتشكيل قائمة انتخابية جديدة لخوض انتخابات مركز الليكود في فرع "بنيامين" وسط الضفة الغربية، في مسعى لتعزيز نفوذها السياسي والتأثير على دوائر صنع القرار داخل الحزب الحاكم.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تضم القائمة شخصيات تصفها الأجهزة الأمنية بأنها "إشكالية للغاية"، بينها مستوطنون سبق اعتقالهم بشبهة تنفيذ اعتداءات ضد فلسطينيين، فيما اعتُقل عدد من داعمي القائمة أثناء وجودهم في "تل أبيب" يوم تقديمها، بتهم تتعلق بالضلوع في عمليات "تدفيع الثمن".
وتشير الصحيفة إلى أن "فتية التلال" يراهنون على هذه الانتخابات كممرّ يمكن من خلاله تحويل نفوذهم الميداني في الضفة الغربية إلى سلطة سياسية داخل الحزب، بما يتيح لهم التأثير على سياسات الاستيطان، وعرقلة أي قرارات حكومية تتعلق بإخلاء البؤر العشوائية.
يتزامن النشاط السياسي الجديد للمجموعة مع حالة توتر متصاعدة بينها وبين القيادة الاستيطانية التقليدية، ورؤساء المجالس الإقليمية، ووزارة الاستيطان، ومجلس "يشع".
وقد ظهر الخلاف بوضوح خلال عملية إخلاء بؤرة استيطانية في غوش عتصيون هذا الأسبوع، حيث اتُّهم أفراد "فتية التلال" بالاستيلاء على أراضٍ دون تنسيق، ما أدى إلى تعطيل مشاريع بناء حكومية تمتد إلى مئات الوحدات السكنية.
وتخشى هذه القيادات أن يسعى "فتية التلال" إلى منع عمليات الإخلاء مستقبلًا عبر السيطرة على مقاعد مؤثّرة داخل مركز الليكود، رغم أن الاستيطان يشهد معدلات بناء غير مسبوقة منذ سنوات.
لكن المجموعة ترى أن "المؤسسة" لا تبذل ما يكفي لوقف "التمدد الفلسطيني" في الضفة الغربية، وفق تعبيرهم.
من المقرر أن تُجرى انتخابات مركز الليكود في فرع "بنيامين" الأسبوع المقبل، حيث يتنافس "فتية التلال" مع قائمة يقودها رئيس مجلس "بنيامين" الاستيطاني إسرائيل غانتس، والنائب الليكودي أبراهام بوارون، إلى جانب قوائم مدعومة من مؤسسات يمينية أكثر تنظيمًا.
وفي ظل الانقسامات الحادّة داخل معسكر اليمين الاستيطاني، يُتوقع أن تشكل نتائج هذه الانتخابات مؤشّرًا بالغ الأهمية على مدى قدرة "فتية التلال" على تحويل حضورهم في الميدان إلى قوة سياسية مؤثرة داخل الحزب الحاكم في دولة الاحتلال.