قائمة الموقع

صحفي إيطالي يكشف "سفاري القنص" ضد مسلمي البوسنة: الأطفال كانوا الهدف المفضل

2025-11-20T19:00:00+02:00
صورة تعبيرية
الجزيرة مباشر

كشف الصحفي الإيطالي الذي حرك القضية المعروفة بـ”سفاري سراييفو"، تفاصيل تحقيق الادعاء الإيطالي بمزاعم دفع أثرياء غربيين أموالا طائلة لقتل مدنيين خلال حصار سراييفو، إبان الحرب الأهلية اليوغسلافية بين عامي 1992 و1996.

وتحدث إيزيو غافاتزيني، الذي تقدم بدعوى دفعت النيابة العامة في إيطاليا إلى التحقيق في هذه القضية، عن كيفية وصوله إلى هذه المعلومات التي تقدم بها للسلطات في بلاده وأدت لفتح التحقيق في قضية “سفاري القنص” والتي هزت الرأي العام العالمي.

وقال غافاتزيني “لدينا شهادة تقول إن 5 أشخاص جرى تحديد هوياتهم، ويقوم المحققون حاليا بتدقيق هذه الشهادة. لكن العدد الذي وجدته والذي نعرفه عن الإيطاليين الذين كانوا في هذه الرحلات يبلغ بضع مئات من الأشخاص”.

وشرح الصحفي قصة سفاري سراييفو التي حدثت في تسعينيات القرن الماضي خلال حصار صرب البوسنة لمدينة سراييفو وقتل فيه نحو 11 ألف مدني بوسني، قائلا “دفع غربيون أثرياء أموالا كي يتمكنوا من التجول في سراييفو وإطلاق النار على المدنيين، وتمتعوا بالحصانة”.

وعن المبالغ التي كان يدفعها هؤلاء الأثرياء آنذاك للتمتع بقتل المدنيين قال غافاتزيني “لا يمكن الإفصاح عن السعر لكنه يتراوح اليوم بين 250 و300 ألف يورو دفعها كل صياد من هؤلاء لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في سراييفو.. وكان الأطفال هم ضحيتهم المفضلة وكانت تكلفة صيدهم” أعلى.

وأضاف غافاتزيني أن هؤلاء الأثرياء الذين دفعوا للقتل كانوا يعملون في مهن مرموقة وكانوا يحظون باحترام كبير في مجتمعاتهم، لكن “حافزهم لهذه الجرائم هو الشعور بالقوة والحماس وحبهم للصيد واستخدام الأسلحة… كانوا مدفوعين بإفراز الأدرينالين، والرغبة في الإحساس بمشاعر قوية” على حد تعبيره.

أول خيوط التحقيق

وتابع “كان هؤلاء الأشخاص كثيرا ما يذهبون إلى نوادي الرماية ويسافرون للصيد ضمن ما يعرف بسفاري إفريقيا، فكان صيد الفيل يكلف 100 ألف يورو والأسد ضعف المبلغ.. ما يعني أنهم كانوا معتادين على ممارسة هذه الأمور”.

وأوضح الصحفي الإيطالي أنه سمع أولى المعلومات عن هذه القضية في التسعينيات، لكن خيوطها لم تكتمل لديه إلا مؤخرا، وأضاف “كُتبت بعض المقابلات التي فاجأتني في هذا الصدد، وظلت لدي هذه المعلومات حتى كشف عنها وثائقي ’سفاري سراييفو‘ عام 2022، الذي قدم شهادات لشخصين شاهدا مجموعات من الإيطاليين توجهوا إلى تلال سراييفو لممارسة الصيد”.

وأكمل أنه خلال بحثه طلب المساعدة من مخرج الوثائقي “ميران زوبانيتش” الذي أعطاه معلومات مهمة وضعت في القضية التي فتحت في نوفمبر/تشرين الثاني هذا العام، قائلا “أعطاني أول الخيوط التي قادتني في هذا التحقيق، ومن هناك بدأت بنفسي ووجدت سلسلة من الأدلة التي تقدمت بها إلى مكتب الادعاء العام في ميلانو”.

دوافع دنيئة

وختم إيزيو غافاتزيني حديثه، قائلا “أستطيع أن أقول إن هؤلاء الأشخاص قد استغلوا الحرب لإخفاء هويتهم والوصول إلى “فرائسهم”.. لست طبيبا نفسيا، لكنني أعتقد أن الأطباء النفسيين سوف يكتبون العديد من الأوراق العلمية عن هذا الأمر، حيث قتل هؤلاء الأثرياء دون أي دافع ومن غير أي مبرر”.

وبدأ التحقيق في هذه المزاعم بميلانو شمالي إيطاليا بقيادة المدعي العام أليساندرو جوبيس، بعد أن قدم الصحفي غافاتزيني بالتعاون مع محاميين آخرين شكوى قانونية بتهمة “القتل مع سبق الإصرار والترصد بدوافع دنيئة” ضد تلك المجموعات المزعومة.

 

اخبار ذات صلة