حذّر اللواء الإسرائيلي (احتياط) إسحاق بريك من أنّ الجيش" الإسرائيلي" يمرّ بأخطر أزمة في تاريخه، مؤكداً أنّ المؤسسة العسكرية غير مستعدة لخوض أي حرب إقليمية محتملة، وأنّ الأزمة الحالية تمسّ الأمن القومي مباشرة.
وقال بريك في مقال تحليلي نشره موقع "معاريف"، يوم الخميس، إنّ الجيش بحاجة إلى إعادة بناء شاملة تشمل العقيدة الأمنية، والجاهزية العملياتية، وثقافة القيادة، وبنية القوى العاملة.
وأشار بريك إلى غياب رؤية أمنية بعيدة المدى لدى المستويين السياسي والعسكري، ما أدى ـ بحسب قوله ـ إلى غياب أساس مهني واضح لبناء الجيش وفق متطلبات الحروب المقبلة من حيث الحجم والتكنولوجيا والموارد البشرية.
وأضاف أنّ القوات البرية تراجعت إلى نحو ثلث حجمها قبل عشرين عاماً، وأن مستودعات الطوارئ تعاني نقصاً حاداً في المعدات وقطع الغيار، في وقت أُنهكت فيه الوحدات القتالية بفعل العمليات المتواصلة.
ولفت بريك إلى أنّ الجبهة الداخلية ـ التي يُفترض أن تكون مركز الصراع في أي حرب واسعة ـ لم تُجهّز بالشكل المطلوب، وأن البلديات والمؤسسات المدنية "دخلت الحرب وهي غير مستعدة إطلاقاً. كما حمّل قيادة الجبهة الداخلية وهيئة الطوارئ الوطنية مسؤولية الإخفاقات، مشيراً إلى تفكيك الأخيرة بدافع مصالح خفية.
وبحسب بريك، ركّز الجيش خلال السنوات الماضية على سلاح الجو، مقابل إهمال تطوير قدرات حيوية مثل قوة الصواريخ، أنظمة الليزر الدفاعية، والطائرات المسيّرة متعددة الاستخدامات.
كما اعتبر أن خصخصة منظومات الصيانة والخدمات اللوجستية لصالح شركات مدنية تمثّل خطراً قد يشل الجيش في حالة نشوب حرب شاملة.
وشدّد بريك على أنّ أخطر ما يواجه الجيش اليوم هو الأزمة العميقة في القوى البشرية على مستوى الجنود النظاميين والدائمين والاحتياط. ووصف الوضع بأنه "انهيار شامل" ناتج عن تراجع الاحترافية، ونقص الخبرة، وهروب الضباط الأكفاء من الخدمة.
وأعاد بريك هذه الأزمة إلى سلسلة قرارات هيكلية، أبرزها اعتماد "نموذج الخدمة الدائمة الشابة" في عهد رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت، والذي ـ وفق بريك ـ أدى إلى تسريح آلاف الضباط المهنيين قبل بلوغهم الرتب المتوسطة والعليا، ما خلق حالة "انعدام أمن وظيفي" وأضرّ بسلسلة القيادة.
كما انتقد ما وصفه بـ"ثقافة تنظيمية مشوّهة" تشمل ضعف الرقابة على تنفيذ الأوامر، ومحدودية استخلاص الدروس، ووجود "ثقافة كذب" أدت إلى تضليل المستويات القيادية بشأن واقع التجنيد والكفاءة.
وحمّل بريك المسؤولية لرؤساء الأركان المتعاقبين، معتبراً أنّهم أضرّوا بالعنصر الأهم في الجيش: القوى البشرية. وقال إنّ تعيينات غير مهنية في قسم الموارد البشرية أسهمت في تفاقم الأزمة، إلى جانب غياب المحاسبة واستمرار كبار المسؤولين في مواقعهم رغم الإخفاقات.
ودعا بريك إلى خطة إنقاذ فورية تشمل: تحديث مفهوم الأمن، وإعادة تأهيل القوى العاملة، وإصلاح القيادة والثقافة التنظيمية، وإعادة بناء المنظومة البرية والجبهة الداخلية.
وأكد بريك في ختام مقاله أنّ الأزمة الراهنة "تهدد مستقبل الجيش وقدرته على الدفاع عن "إسرائيل"، وأن الخروج منها يتطلب قيادة لا تتردد في "اتخاذ قرارات مؤلمة ومواجهة الإخفاقات بشجاعة"

