﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ﴾ [النحل: 127]
قرارٌ 2803،
صوتٌ من السماء، يهبط كالنور على قلوبٍ مثقلة، يذكّر أن الصبر ليس انحناءً، بل وقوفٌ شامخ أمام الريح.
قرارٌ يحمل الرقم 2803، لكنه ليس رقمًا جامدًا، بل صخرة ألقيت في بحرٍ مضطرب، تكشف اختلال الموازين، وتفضح وصايةً تُراد لشعبٍ لم يعرف إلا أن ينهض من تحت الركام.
غزة تُفصل عن القدس والضفة، كأنهم يريدون أن يقطعوا شريان القلب عن الجسد، أن يبدّدوا حلم الدولة، أن يزرعوا الوهم مكان الحق.
لكن الحق لا يموت، والهوية لا تُمحى، والكيان لا يُذوَّب في نصوصٍ باردة.
السياسة هنا ليست مناورة فحسب، بل معركة وعي.
الوحدة الفلسطينية هي السيف، والمرونة هي الدرع، والتعاطف العالمي هو الريح التي تدفع السفينة نحو شاطئ الحرية.
من بين بنود القرار، ينهض بند "تهيئة الظروف لإقامة الدولة" كرايةٍ تُرفع في وجه الاحتلال، ككلمةٍ تُحوَّل إلى سلاح.
القرار، مهما بدا مثقلاً بالانحياز، يحمل بذورًا يمكن أن تُسقى: منع الحرب، فتح أبواب المساعدات، إعادة الإعمار، فضح التركيز على سلاح المقاومة متجاهلًا سلاح الاحتلال.
لكن المطلوب خطة، لا شعارات؛ إدارة موحدة، لا تشتت؛ تفسيرٌ يردّ النص إلى خدمة الهوية، لا إلى محوها.
ليس قدرًا محتومًا، بل امتحانٌ عسير.
وإذا توحّد الفلسطينيون، وأداروا المرحلة بوعي وصلابة، يصبح القرار درسًا خالدًا:
أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع.
أن الدم لا يضيع، بل يكتب على جدران التاريخ:
"هنا شعبٌ قاوم، هنا شعبٌ صبر، هنا شعبٌ انتصر."