أظهر تحقيق داخلي في جيش الاحتلال، كُشف عنه عبر موقع "جالي تساهل"، أن الجيش دخل حرب 7 أكتوبر وهو غير مستعد لخوض معركة طويلة ومتعددة الجبهات، وسط قصور خطير في الجاهزية والذخيرة والتقديرات العملياتية. ورغم حساسية مضمونه، لم تُعرض نتائج التحقيق على رئيس الأركان إيال زامير ولا على لجنة ترجمان المختصة بفحص التحقيقات.
وبحسب التقرير، اعتمد الجيش قبل الحرب على سيناريو مرجعي يقضي بخوض 21 يومًا من القتال في لبنان يعقبها 14 يومًا في غزة، أي خمسـة أسابيع فقط من العمليات غير المتتالية. هذا التقدير الضيق قاد إلى بناء استعدادات غير مكتملة، خصوصًا في البُنى اللوجستية ومستويات التسليح.
وأشار التحقيق إلى أن مخزونات الأسلحة وقطع الغيار كانت أقل بكثير من المطلوب، ما اضطر الجيش إلى إطلاق حملة مشتريات عاجلة في الأشهر الأولى من الحرب، وأثر بشكل مباشر على قدرة القوات على المناورة والرد السريع.
كما كشف التقرير عن اعتماد مفرط على مخازن الطوارئ الأميركية، إذ نقلت الولايات المتحدة خلال السنة التي سبقت الحرب أكثر من 100 ألف قذيفة مدفعية من مستودعاتها داخل "إسرائيل" إلى أوكرانيا، ما أدى إلى فراغ هذه المخازن وترك الجيش في مواجهة نقص حاد في الذخيرة الأساسية عند اندلاع المواجهات.
التحقيق، الذي أعدّه ضابط برتبة مقدم في إدارة التخطيط، وجّه انتقادات حادة لمستويات مختلفة داخل الجيش ووزارة الحرب، لكنه لم يصل إلى مكتب رئيس الأركان ولم يخضع لمراجعة لجنة ترجمان، بل تم تحويله مباشرة إلى مكتب مراقب الدولة.