قائمة الموقع

فلسطين تحظر منصة الألعاب "روبلوكس" تنفيذاً لقرار قضائي

2025-11-17T16:54:00+02:00
صورة تعبيرية

أعلنت وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي الفلسطينية، اليوم الاثنين، حظر منصة الألعاب الإلكترونية الشهيرة "روبلوكس" في الأراضي الفلسطينية، عقب صدور قرار قضائي يقضي بإغلاق المنصة داخل فلسطين.

وأكد بيان مشترك صادر عن وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي وهيئة تنظيم قطاع الاتصالات، أن قرار الحظر جاء بعد رصد محتوى غير أخلاقي وسلوكيات رقمية وُصفت بأنها "خطيرة"، داخل المنصة التي تعتمد أساساً على التفاعل المفتوح بين المستخدمين، ما يجعلها بيئة معرضة للتحرش والمضايقات ونشر محتوى غير مناسب للأطفال.

وأوضح البيان أن تطبيق الحظر تم بالتنسيق مع مزوّدي خدمات الإنترنت لضمان التنفيذ الكامل للقرار ومتابعة الالتزام به، مشيراً إلى أن الخطوة تأتي انسجاماً مع إجراءات مشابهة اتخذتها عدة دول عربية، من بينها الأردن والسعودية والإمارات ومصر.

وشددت الجهات الرسمية على أن التحول الرقمي يجب أن يواكبه مستوى عالٍ من المسؤولية الأخلاقية والمجتمعية، مؤكدة أن الهدف الأول من القرار هو حماية الأطفال وضمان بيئة رقمية آمنة لجميع المستخدمين في فلسطين.

وتعد "روبلوكس" منصة ألعاب تفاعلية مجانية تأسست قبل نحو عقدين، وتمكنت من تحقيق انتشار واسع بين الأطفال والمراهقين حول العالم.

وتعتمد فكرتها على منح المستخدمين القدرة على تصميم عوالم افتراضية خاصة بهم باستخدام أدوات برمجية مبسّطة، إضافة إلى التفاعل واللعب الجماعي عبر الإنترنت مع مستخدمين من مختلف الدول.

وبحسب تقرير لصحيفة الغارديان نُشر في مايو/أيار الماضي، استقطبت المنصة حوالي 85 مليون مستخدم، يشكل الأطفال دون سن 13 عامًا نحو 40% منهم. كما شهد عام 2023 تسجيل أكثر من 13 ألف حالة استغلال للأطفال عبر المنصة في الولايات المتحدة وحدها، إلى جانب 1200 بلاغ رسمي حول اعتداءات على الأطفال.

وفي تحديث صدر عن الشركة في أغسطس/آب الماضي، قالت "روبلوكس" إن متوسط عدد المستخدمين النشطين يوميًا بلغ 111.8 مليون مستخدم، يتبادلون ما يزيد على 6.1 مليارات رسالة دردشة يومياً، ويشاركون أعمالهم الإبداعية داخل النظام العالمي للمنصة.

يتعرض الأطفال باستمرار إلى محتوى "مثير للقلق" داخل لعبة "روبلوكس" كما وصفته دراسة أجرتها شركة "ريفيلينج ريالتي" لأبحاث الأسواق وذلك رغم التحديثات التي أجرتها الشركة مؤخرا على اللعبة وتطبيق أنظمة التحقق من العمر، وفق ما جاء في تقرير "غارديان".

وكانت الشركة أجرت دراسة مكثفة على بيئة "روبلوكس" وعالمها باستخدام حساب أطفال وهمي يبلغ من العمر 10 سنوات تقريبا، وخلصت الدراسة التي تمت في إبريل/نيسان الماضي إلى أن أخطار المنصة لا تقتصر فقط على المعتدين أو البالغين الموجودين بها، بل تضم محتوى غير ملائم للفئة العمرية التي تستهدفها اللعبة.

وقامت الشركة بعد ذلك بتحديث اللعبة وتحسينها بشكل يجعلها أكثر أمنا على الأطفال، لذا قامت "ريفيلينج ريالتي" بإعادة التجربة مجددا بعد تطبيق التحديثات الأخيرة على اللعبة ونشرها في الأسابيع الماضية.

وخلصت التجربة الثانية إلى أن التحسينات التي طبقتها اللعبة ليست كافية لحماية الأطفال بشكل مباشر، إذ واجهت الشركة المحتوى السيئ الصريح الموجود بها، ولم تتطرق لعلاج المحتوى السيئ المستتر داخل المنصة.

وأضافت الدراسة أن آليات التحقق من العمر تعمل كحارس بوابة يحاول منع الأطفال من الوصول إلى المحتوى غير الملائم لأعمارهم، ولكنه لا يمنع وجود مثل هذا المحتوى في لعبة يصفها صانعها بأنها ملائمة للأطفال وتمتاز بمظهر كرتوني أليف.

واعتمدت الدراسة على آلية مختلفة لاختبار اللعبة، إذ قامت بإنشاء عدة حسابات بأعمار مختلفة تبدأ من 5 أعوام وحتى 18 عاما في محاولة لمعرفة الفارق بين الحسابات في الفئات العمرية المختلفة.

ولكن آلية التحقق من العمر ليست إجبارية في "روبلوكس" ويمكن تفاديها بكل سهولة، وعند تفاديها يستطيع البالغون الوصول إلى المساحات الآمنة الخاصة بالأطفال.

ويعني هذا أن آليات التحقق من العمر تمنع الأطفال من الانتقال إلى المساحات والتجارب المصممة للبالغين، كما أن المستخدمين الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 13 عاما قادرون على التفاعل مع كافة المستخدمين الآخرين سواء كانوا أطفالا أو بالغين.

ولا يوجد ما يمنع الأطفال من إنشاء حساب وهمي بعمر يتجاوز 13 عاما، كما لا يمكن منع البالغين من تفعيل حساب أصغر من 13 عاما طالما قاموا بإثبات رقم هاتف في الحساب.

كما نشرت جامعة "سيدني" في مارس/آذار الماضي دراسة منفصلة وصفت تجربة استخدام اللعبة ونظام العملة الخاص بها بأنه أقرب إلى نظام قمار متكامل في ظل غياب التوضيحات اللازمة لآلية عمل النظام والمكتسبات الخاصة به.

 

اخبار ذات صلة