قائمة الموقع

من طابور الماء إلى سرير العجز.. حكاية الطفل يوسف أبو عمرة

2025-11-16T10:15:00+02:00
شظايا صاروخ أطلقه الاحتلال اخترقت رأس يوسف فأقعدته عن الحركة بالكامل
فلسطين أون لاين

طفلهما الوحيد، المدلل، الذي لم يكن والداه يتحمّلان أن يمسّه مكروه، أجبرته ظروف النزوح القاسية على أن يصبح جزءًا من طوابير المياه التي لا تنتهي. لم يكن الطفل يوسف أبو عمرة يعلم أن طابور تعبئة المياه العذبة سيكون آخر طابور يقف فيه على قدميه.

ففي الأول من سبتمبر الجاري، كان يوسف ينتظر دوره في طابور المياه الحلوة، يغالِب طول الانتظار باللعب والمرح مع أقرانه، قبل أن تباغتهم طائرات الاحتلال الإسرائيلي بصاروخ مزّق أجسادهم وشتّت جمعهم.

وبعد أن انقشع غبار القصف، تبيّن وجود شهيد وسبع إصابات بين الأطفال، كان أخطرهم وضعًا يوسف، الذي اخترقت شظايا الصاروخ رأسه، فأقعدته عن الحركة بالكامل.

يقول والده سليمان: "حالة يوسف تتدهور باستمرار. فقد أصيب أيضًا بسوء تغذية حاد، وفقدان جزئي للبصر، وصعوبة في البلع، وفقدان النطق، إضافة إلى التهابات شديدة في الرأس بسبب شظية لم يتمكن الأطباء من إزالتها."

ويضيف: "ابني تحوّل إلى كومة من العظم. لا يأكل، ولا يتحرك، ولا يستجيب لمن حوله. كان شعلة نشاط، متفوّقًا في دراسته، لا يهدأ أبدًا… أما اليوم فهو لا يقوى على الحراك."

يقضي يوسف معظم وقته في وضع القرفصاء، إذ يعاني من تيبّس في الرقبة، بينما أنهك سوء التغذية جسده حتى برزت عظامه، ولا يستطيع تحريك يده أو قدمه اليمنى.

وما يحرق قلب والده أكثر أن يوسف الذكي اللماح لم يعد يستجيب لندائه: "نناديه فلا يرد. يفتح عينيه أحيانًا ثم يغلقهما… لا ندري إن كان يرى ما حوله أم لا."

كانت إصابة يوسف الضربة القاصمة لظهر والديه، اللذين فقدا منزلهما في أم العجين جنوب دير البلح، ليجد الاثنان نفسيهما بلا مأوى ولا سند سوى طفلهما الوحيد… الذي بات اليوم يحتاج لكل شيء.

ويزيد الوضع صعوبةً ضيق الحال المعيشي، وتعطّل الوالد عن العمل، في حين يحتاج يوسف لأدوية باهظة الثمن غير متوفرة في المستشفيات، إضافة إلى حاجته لتغذية خاصة يصعب توفيرها في ظل النزوح وتعطل مصدر الدخل.

ويقف الأطباء عاجزين أمام حالته بسبب نقص الإمكانيات، وقد أوصوا بتحويله للعلاج خارج غزة بشكل عاجل.

ويختتم سليمان برجاء مؤلم: "كل ما أريده هو أن تنظر المؤسسات الصحية الدولية بعين الرحمة لابني الوحيد… أنقذوه قبل فوات الأوان."

اخبار ذات صلة