اهتزّت مدينة بلباو الإسبانية ترحيباً حاراً بمنتخب فلسطين الأول قبل ساعات من لقائه الودي مع منتخب إقليم الباسك، بعدما شهدت شوارع المدينة مظاهرات سلمية رفعت الأعلام الفلسطينية في تأكيد جديد على تضامن إسبانيا مع ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وعلى المدرجات، صنعت الجماهير الباسكية واحدة من أجمل اللوحات التضامنية، في مشهد يعكس حضور القضية الفلسطينية في الوجدان العالمي واحتضان الشعوب لها باسم الإنسانية.
وخرج المئات من المتضامنين يوم أمس السبت إلى شوارع بلباو للمشاركة في فعاليات داعمة للشعب الفلسطيني تزامناً مع مواجهة "الفدائي".
وردد المشاركون هتافات تنادي بفلسطين المحتلة وتطالب بإنهاء الحرب ومنح المظلومين حقوقهم، بعد سنتين من الإبادة الجماعية التي خلّفت عشرات آلاف الشهداء، معظمهم من الأطفال.
وعلى أرضية الملعب، وقف لاعبو المنتخبين حاملين لافتة كُتب عليها: "أوقفوا الإبادة"، قبل أن يُهدي المنتخب الفلسطيني لاعبي الباسك "الكوفية" رمزاً للهوية، بينما قدم لاعبو الفريق الباسكي وروداً بيضاء في إشارة للسلام.
وتجلّى المشهد الأكثر تأثيراً على المدرجات عندما شكّل المشجعون العلمين الفلسطيني والباسكي جنباً إلى جنب عبر "تيفو" ضخم، فيما ارتفعت الأعلام الفلسطينية إلى جانب الباسكية في تعبير حيّ عن حجم التضامن.
وشهدت المباراة عروضاً فنية مميزة، من بينها أغنية مشتركة قدمتها فرقة إسبانية وأخرى فلسطينية وغنّت للحرية، لتخطف الأضواء رغم الطابع الودي للمباراة، لما تحمله من بعد إنساني وحضور جماهيري واسع.
ويستعد منتخب فلسطين لمواجهة منتخب كتالونيا يوم الثلاثاء المقبل على ملعب مونتجويك، وسط دعوات كثيرة من شخصيات بارزة—وفي مقدمتهم المدرب بيب غوارديولا—للمشاركة ودعم الرسالة الإنسانية التي تحملها هذه المواجهات.